بنك عوده – لبنان: قفزة تاريخية جديدة في سعر صرف الدولار

بنوك عربية

خلص التقرير الأسبوعي لبنك عوده اللبناني والصادر أمس الجمعة 26 يونيو، إلى أن الأسواق المالية اللبنانية قد شهدت قفزة جديدة في سعر صرف الدولار الأمريكي إلى مستويات تاريخية، كما سجلت سوق سندات الأوروبوند تقلصات أسبوعية في الأسعار.

وحسب بنك عوده تزامن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مع فقدان كامل لعامل الثقة وتصعيد شعبي في الشارع لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ومع دخول “لجنة تقصي الحقائق” على خط التفاوض مع صندوق النقد الدولي بعد توصلها إلى بعض المقاربات المشتركة بين أرقام الحكومة اللبنانية وخطة مصرف لبنان وجمعية مصارف لبنان.

كما شهدت سوق تداول العملات انطلاق عمل المنصة الالكترونية بشكل رسمي أمس الجمعة 26 يونيو، فيما لم تفلح كل المحاولات المبذولة في كبح جنون الدولار الأمريكي والذي تخطى عتبة الـ7000 ليرة لبنانية في السوق السوداء لأول مرة في التاريخ وسط تراجع مستمر في احتياطيات مصرف لبنان.

وحسب ماجاء في التقرير الأسبوعي لبنك عوده فقد حافظ معدل الفائدة على إستقراره على غرار توافر السيولة بالليرة اللبنانية.

سوق النقد

أكد التقرير الأسبوعي لبنك عوده أنه مع استمرار توافر السيولة بالليرة اللبنانية بشكل مريح في سوق النقد، ظل معدل الفائدة من يوم إلى يوم مستقرا عند 3 في المائة طوال هذا الأسبوع.

وفي موازاة ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 11 يونيو المنقضي أن الودائع المصرفية المقيمة واصلت تقلصها بقيمة 385 مليار ليرة لبنانية.

ويعزى هذا التقلّص إلى انخفاض الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 273 مليار ليرة وسط تراجع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 406 مليار ليرة وزيادة في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 133 مليار ليرة لبنانية، بالإضافة إلى تقلص الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 112 مليار ليرة لبنانية، أي ما يعادل 74 مليون دولار أمريكي.

وعليه، فقد سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعا أسبوعيا طفيفا جدا بقيمة 3 مليار ليرة لبنانية وسط ارتفاع في حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 378 مليار ليرة لبنانية وزيادة في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 10 مليار ليرة لبنانية.

في هذا السياق، ذكر ينك عوده أن حجم النقد المتداول بالليرة واصل اتساعه ليبلغ 17130 مليار ليرة في نهاية الأسبوع المذكور مقابل 9261 مليار ليرة في نهاية العام السابق، باتساع نسبته 85 في المائة.

كما أتاح مصرف لبنان للمصارف اللبنانية الاكتتاب بكامل طروحاتها (ثلاث فئات).

سوق سندات الخزينة

أظهرت النتائج الاولية للمناقصات يوم الخميس 25 يونيو الحالي أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50 في المائة) ففئة السنة (بمردود 4.50 في المائة) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0 في المائة).

إلى ذلك، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 18 يونيو اكتتابات بقيمة 324 مليار ليرة توزعت بين 6 مليار ليرة في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0 في المائة) و220 مليار ليرة في فئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50 في المائة) و98 مليار ليرة في فئة السبع سنوات (بمردود 6.50 في المائة)، وفقا للتقرير.

في المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 90 مليار ليرة، ما أسفر عن فائض اسمي أسبوعي بقيمة 234 مليار ليرة.

وأوضح بنك عوده اللبناني أن كل المحاولات المتعاقبة من قبل مصرف لبنان ونقابة الصرافين لتلبية حاجات المواطنين للنقد الأجنبي لم تكبح تفلّت سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء.

في سوق العٌملات

بيّن بنك عوده بلبنان أن تفلّت سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء قد استمر هذا الأسبوع على الرغم من كل المحاولات المتعاقبة من قبل مصرف لبنان ونقابة الصرافين لتلبية حاجات المواطنين للنقد الأجنبي والتخفيف من الضغوط على الليرة، والتي كان آخرها صدور بيان عن نقابة الصرافين يفنّد شروط بيع الدولار للمواطنين في مجالات عدة كتسديد قسط منزل في لبنان وتسديد قسط دين في لبنان وتأمين طلبات شركات المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.

وأوضح التقرير الأسبوعي أن السعر المحدّد من قبل النقابة ظل مستقرا عند 3850 ليرة لبنانية للشراء كحد أدنى و3900 ليرة لبنانية للمبيع كحد أقصى بهامش متحرك هذا الأسبوع.

إلا أن هذه الإجراءات وحسب ماورد في التقرير لم تؤد نفعا ولم تسهم في كبح جماح سعر صرف الدولار في السوق السوداء، حيث واصل تحليقه ليبلغ مستوى تاريخيا جديدا تجاوز عتبة الـ7000 ليرة لبنانية وسط فقدان كامل لعامل الثقة وانخفاض احتياطيات مصرف لبنان السائلة إلى ما دون 20 مليار دولار أمريكي وبالتالي تراجع قدرته على التدخل في سوق تداول العملات واستمرار خلق النقد بالليرة.

إلى ذلك، أعلن مصرف لبنان في نهاية هذا الأسبوع عن انطلاق العمل بالمنصة الالكترونية لعمليات الصرافة للتداول في العملات بين الدولار الأميركي والليرة اللبنانية لدى الصرافين المرخصين عبر التطبيق الالكتروني الـ (Sayrafa). من ناحية أخرى، ظل سعر صرف الدولار للتحاويل النقدية الإلكترونية الواردة من خارج لبنان مستقرا عند 3800 ليرة لبنانية للدولار الواحد هذا الأسبوع.

وحسب التقرير شهدت سوق سندات الأوروبوند هبوطا في الأسعار على طول منحنى المردود طيلة هذا الأسبوع.

سوق سندات الأوروبوند

فيما انتقلت المباحثات مع صندوق النقد الدولي إلى مربّع جديد تمثّل بدخول “لجنة تقصي الحقائق” على خط التفاوض بعد توصلها إلى مقاربة جديدة لأرقام خسائر القطاع المالي والتي يمكن أن تشكّل أرضية جيّدة في عملية التفاوض، سجلت سوق سندات الأوروبوند تراجعات في الأسعار على طول منحنى المردود تراوحت بين 0.38 دولار أمريكي و0.75 دولار أمريكي هذا الأسبوع.

كما أظهر التقرير  الأسبوعي لبنك عوده أن سوق سندات الدين اللبنانية بدأت تستشعر بعض الطلب من قبل المتعاملين المؤسساتيين الأجانب نظرا لجاذبية أسعارها والتي تراوحت بين 16.13 سنتا للدولار الواحد و19.50 سنتا للدولار الواحد بالمقارنة مع أسعار سندات الدين في الأسواق الناشئة الأخرى مثل الأرجنتين وزامبيا والاكوادور، والتي تراوحت بين الـ40 سنتا للدولار الواحد والـ50 سنتا للدولار الواحد.

 

 

منشورات ذات علاقة

النقد العربي يبحث التركيب والتفكيك في صناعة المالية الإسلامية

02.8 % نمو الإقتصاديات العربية في 2024

84.16 مليار دولار أصول قطر المركزي نهاية يوليو