بنوك عربية
عقدت شركة «كامكو إنفست»، ندوة عبر الإنترنت ناقشت فيها التأثير الاقتصادي والمالي لإدارة البيت الأبيض المستقبلية، بعد الانتخابات الأميركية المقررة غداً 3 نوفمبر، مع ممثلين رئيسيين منها ومن شركة «نيويورك لايف إنفستمنت مانجمنت».
وأدار النقاش رئيس إدارة الحلول الاستثمارية في «كامكو إنفست» فيصل العثمان، بمشاركة كبير مسؤولي الاستثمار (CIO) في «نيويورك لايف انفستمنت مانجمنت» جاي يوون، وإستراتيجي المحافظ متعددة الأصول في «نيويورك لايف إنفستمنت مانجمنت» روبرت سيرينبيتز، ونائب رئيس في إدارة استثمارات الأسهم والدخل الثابت في «كامكو إنفست» لوبومير كريسبينوفيش.
وناقش المشاركون العديد من المواضيع الرئيسية بهدف توفير فهم للطريقة المتوقعة لتعامل الرئيس المقبل وإدارته، مع التحديات الاقتصادية الحالية التي تواجهها الولايات المتحدة وتأثيرها على الأسواق المالية العالمية والإقليمية.
وأكد المشاركون التأثير المحتمل للانتخابات على الاقتصاد الأميركي، والأسواق المالية العالمية وأسواق النفط والدولار الأميركي والحروب التجارية.
واعتمد يوون على البيانات التاريخية لإظهار أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات وكما حدث في أعقاب الانتخابات السابقة، كان أداء الأسواق في الغالب إيجابياً بعدها، باستثناء بعض الحالات خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008 وأزمة «دوت كوم» عام 2000.
وقال إنّ تأثر أداء السوق بالأحزاب السياسية أقل من المتوقع، مبيّناً أنه في حال انتصار «الموجة الزرقاء»، والذي يُعرَّف بأنّه انتصار ديموقراطي للبيت الأبيض ومجلس الشيوخ ومجلس النواب، يتوقع المستثمرون حزمة مالية كبيرة وأن يكون محفزاً إيجابياً على المدى القريب للأسواق.
وأضاف يوون أنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فإن سياسات المرشحين تتضمّن زيادة الإنفاق على البنية التحتية، وضرائب حكومية ومحلية أعلى ونسباً منخفضة للفوائد للفترات الأطول.
ولفت إلى أنه تاريخياً، ارتفع مؤشر «S&P 500» بمعدل 11.3 في المئة سنوياً خلال السنوات التي شهدت انتخابات رئاسية منذ عام 1928، مع الميل إلى الارتفاع قبل يوم الانتخابات والانخفاض بعد ذلك.
وأفاد يوون بأن أحد التوقعات التي بقيت ثابتة هي حقيقة أن الاحتياطي الفيديرالي سيحافظ على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر لفترة أطول، مرجحاً أن تبقى أسعار الفائدة كما هي حتى عام 2024.
واعتبر أنه بالنسبة للنفط، فكلا المرشحين سيكون لهما تأثير معاكس على إمدادات النفط، وأنه على الأرجح سيتم الحفاظ على الوضع الحالي من دعم صناعة النفط الأميركية.
ورأى أن أحد الإجراءات قد تكون الحد من قدرة شركات الحفر على العمل في الممتلكات الفيديرالية.
من جهته، قال كريسبينوفيش إن الأسعار الحالية المنخفضة للنفط ترجع إلى المستويات المرتفعة للمخزون، والذي كان موجوداً حتى من قبل انتشار جائحة «كورونا».
وأضاف أنّ هذه التحديات ستستغرق وقتاً لحلها وستكون تحديات صعبة، مع تراجع الطلب بسبب الجائحة.
وأشار كريسبينوفيش إلى أن الدعم، أو عدمه، لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة، سيكون له التأثير المباشر على المنطقة، منوهاً بأن المزيد من الدعم يعني زيادة العرض، والضغط على الأسعار والتأثير السلبي على مصالح دول مجلس التعاون الخليجي.
وشدّد على أن عدم دعم منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة سيؤدي إلى الضغط الإيجابي على الأسعار من خلال كبح العرض، والذي سيكون بدوره إيجابياً للمنطقة.
في سياق متصل، أوضح سيرينبيتز أنه في حالة فوز بايدن، فإن الضغط من خلال الدعم الحكومي وسياسة أكبر لحماية البيئة، سيؤديان إلى ضعف الطلب على النفط، وارتفاع الضغوطات على صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة.
على صعيد الدولار، أجمع الناطقون على وجود ضغط واضح في الوقت الحاضر على قيمة الدولار وتراجعه مقابل العملات الرئيسية، لافتين إلى تراجع الميزة التنافسية لسعر الفائدة على الدولار بشكل كبير هذا العام.
ورجحوا أن يساهم تراجع ميزة العوائد المرتفعة إلى تسريع ضعف الدولار، مبيّنين أنّه من المحتمل أن يكون لفوز الديموقراطيين بعض الضغط الإيجابي على الدولار في حالة حدوث الإصلاح المالي.
كما أجمع الناطقون على إستراتيجية كل مرشح نحو الحروب التجارية، مؤكدين أنّ الإدارة الحالية في حال فوزها بالانتخابات ستظهر الزخم نفسه على الصين وربما أوروبا أيضاً.
وذكروا أنّ استمرار تصاعد التوترات التجارية لا يبشر بالخير للاقتصادات الإقليمية، وأن أي اضطراب في التجارة يمكن أن يؤثر سلباً على الطلب على النفط كون الصين من أكبر مستوردي النفط الخليجي.
يشار إلى أن شركة كامكو إنفست هي شركة مساهمة عامة مدرجة في بورصة الكويت منذ أكتوبر 2003. وتعمل كامكو إنفست ضمن القطاع المالي المتنوع مع التركيز على أسواق رأس المال المتنوعة.