بنوك عربية
أعلن البنك الدولي إن تحويلات الأفارقة العاملين بالخارج في منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، التي أحاطتها تقديرات متشائمة في وقت سابق، مرشحة للتحسن نسبيًا ولن تكون سيئة للغاية في انخفاضها جراء وباء فيروس كورونا المستجد بحلول نهاية العام الجاري 2020.
ورسمت المؤسسة الدولية، في تقديرات محدثة، صدرت اليوم، صورة مغايرة للتقديرات القاتمة التي أصدرها البنك نفسه في أبريل الماضي، حين توقع هبوطًا حادًا نسبته 23.1 % في تحويلات العاملين في الخارج في بلدان منطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى في هذا العام جراء الصدمات الاقتصادية التي ضربت المنطقة والعالم بسبب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد”كوفيد- 19″.
وأفاد البنك بأن تحويلات العاملين في الخارج إلى منطقة جنوب الصحراء الأفريقية يُتوقع لها أن تتراجع مع نهاية عام 2020 بنسبة 9 % فقط، ويستمر انخفاضها بنسبة أقل تصل إلى 6 % في عام 2021، وتوقع أن يصل إجمالي التحويلات في تلك المنطقة خلال العام الجاري إلى نحو 44 مليار دولار مقابل 48 مليار دولار في العام الماضي.
وعلى المستوى العالمي، يشير البنك الدولي إلى أن تحويلات العاملين في الخارج في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل يتوقع انخفاضها بنسبة 7 في المئة في عام 2020 مع انخفاض أكبر بنسبة 7.5 % في عام 2021.
وعزا خبراء البنك الدولي تقلص التحويلات إلى منطقة جنوب الصحراء في معظمها إلى أسباب تتعلق بتباطؤ معدلات فتح القيود أمام السفر والهجرة والدولية، الأمر الذي ينعكس في صورة أعداد أقل من الأفارقة المسافرين إلى الخارج ممن سيصبح لديهم القدرة على تحويل أموال إلى أوطانهم.
ويشير الواقع إلى أن الكثير من المهاجرين الأفارقة ظلوا حبيسي الحدود والظروف الاقتصادية التي خلفها وباء فيروس كورونا المستجد، ورغم أن دول جنوب الصحراء يتوقع أن تستقبل تحويلات تزيد على 40 مليار دولار خلال هذا العام، فإن كلفة إرسال تلك الأموال إلى المنطقة ما زالت هي الأعلى عالميًا وما زالت تمثل إحدى العوائق والإشكالات التي لم تشهد سوى النزر القليل من التطور.
يبلغ متوسط تكلفة إرسال 200 دولار إلى بلدان جنوب الصحراء الأفريقية 8.5 %، وهي انخفضت مقارنة بالعام الماضي حين بلغت 9 %، لكن تلك التكلفة ما تزال أعلى من متوسط المعدل العالمي لتكلفة تحويل المبالغ الذي يصل إلى 6.8 %، كما أنها تصل تقريبا إلى ثلاثة أمثال المستوى المستهدف الوصول به، وفق “أهداف التنمية المستدامة”، إلى 3 % بحلول العام 2030.