بنوك عربية
أكد محمد معيط وزير المالية المصري استمرار تعافي أداء الاقتصاد المصري واستعادة الإنتاج ممثلا في القطاع الخاص غير النفطي؛ ليتجاوز التأثيرات السلبية لجائحة فيروس كورونا.
وحسب بيان صادر عن وزارة المالية، فقد أظهر مؤشر مديري المشتريات، الذي يقيس أداء أكبر 400 شركة قطاع خاص خلال شهر نوفمبر الماضي، تحسّن ثقة القطاع الخاص في الأداء الاقتصادي؛ ليسجل المؤشر العام 50.9 نقطة، ليظل أعلى من المستوى المحايد المحدد بـ 50 نقطة وهو الحد الفاصل بين النمو والانكماش في هذا المؤشر للشهر الثالث على التوالي، مما يشير إلى تعافي الأداء الاقتصادي للقطاع الخاص بمصر.
ولفت معيط إلى استمرار تعافى النشاط التجاري، وزيادة أحجام الصادرات الجديدة للشهر الخامس على التوالي، حيث لاحظت الشركات المصرية تحسنا إضافيا في الطلب الأجنبي، بعد التباطؤ الذي سببه فيروس كورونا، وظل مؤشر الإنتاج المعدل موسميا أعلى بكثير من المتوسط.
وأشار معيط إلى أن هذا التحسن في أداء الشركات يعكس صلابة الاقتصاد المصري وقدرة الشركات العاملة به على التعامل مع تداعيات أزمة كورونا، لافتا إلى أنه لا يزال هناك فجوة مقارنة بالأداء الاقتصادي قبل الجائحة لكن يمكن تجاوزها إذا استمر التحسن الاقتصادي، ومرونة إجراءات مكافحة هذا الوباء العالمي، ومواصلة سياسات التحفيز الاقتصادي والمالي.
وقال الوزير إن مؤشر مديرى المشتريات بالقطاع الخاص غير النفطي لشهر نوفمبر الماضي، أظهر تحقيق زيادة ملحوظة في النشاط حيث ارتفع حجم طلب عملاء أكبر 400 شركة تعمل بقطاعات الصناعات التحويلية وتجارة الجملة والتجزئة والخدمات والبناء والتشييد، واستمرت زيادة معدل الإنتاج بهذه الشركات بفضل مرونة القيود التي تطبقها مصر لمكافحة فيروس كورونا، إضافة إلى الآثار الإيجابية للسياسات المالية والاقتصادية التحفيزية التي نفذتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية.
وأوضح أحمد كجوك، نائب الوزير للسياسات المالية والتطوير المؤسسي، أن نتائج المؤشر الأساسي والمؤشرات الفرعية لمدير المشتريات للقطاع الخاص لشهر نوفمبر الماضي تضمن جوانب إيجابية في أداء القطاع الخاص، نستهدف استمرارها وتحسنها خلال الأشهر المقبلة من خلال تبنى سياسات مالية محفزة ومساندة للنشاط الاقتصادي، خاصة قطاع الصناعة والتصدير مثل برامج السداد النقدي لمستحقات المصدرين لدى صندوق تنمية الصادرات، وتحمل وزارة المالية لأعباء خفض تكلفة الكهرباء للقطاع الصناعي بنحو 9 في المائة بداية من أبريل 2020، وكذلك أعباء خفض سعر الغاز الطبيعى للمنشآت الصناعية ليصل إلى 4.5 دولار لكل وحدة حرارية بداية من أبريل 2020، مقابل 5.5 دولار لكل وحدة في السابق.
وأشار كجوك إلى أنه من المهم استمرار المتابعة الدقيقة للأوضاع في ظل ما أظهره التقرير من تخوف القطاع الخاص من تأثيرات الموجة الثانية لجائحة كورونا التي تضرب أوروبا والعديد من الدول والمناطق؛ مما قد يعوق الانتعاش الاقتصادي العالمي ومن ثم المحلي.
وأكد كجوك أن السياسة المالية ستراعي هذه المخاوف، وبعض الجوانب التي أظهرها التقرير مثل تراجع معدلات التوظيف بالقطاع الخاص، إضافة إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج محليا وبعض المواد الخام، فضلا على ارتفاع تكاليف الشحن والزيادة القوية في الرواتب لشهر نوفمبر 2020.