بنوك عربية
خلصت مجموعة البنك الدولي في تقرير حديث بعنوان “الفجوات لا تزال قائمة في درجة استعداد البلدان لنشر لقاحات كورونا” الصادر يوم الخميس 18 مارس الجاري إلى أن هناك تفاوتا واضحا في استعداد 128 دولة لتقديم لقاحات فيروس كوفيد-19 المستجد في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي يُقدم فيه البنك 12 مليار دولار أمريكي للدول النامية من أجل شراء وتوزيع لقاحات كوفيد 19 والإختبارات ووسائل العلاج وتعزيز أنظمة الصحة والتطعيم من أجل ضمان وصول اللقاحات إلى من يحتاجون إليها.
وكشف التقرير الجديد لمجموعة البنك الدولي أنه في حين تعكف بلدان العالم على تنفيذ أكبر حملة تطعيم في التاريخ، فإن البنك يعمل مع الحكومات ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف والصندوق العالمي وتحالف غافي Gavi للقاحات على تقييم درجة استعداد البلدان لإطلاق حملات التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 المستجد بأمان في 128 بلدا من البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل.
كما بين تقرير مجموعة البنك الدولي أنه لم يقم سوى 30 في المائة من تلك البلدان بإعداد خطط لتدريب الأعداد الكبيرة من الطواقم الطبية اللازمة لإعطاء اللقاحات، ولم يقم سوى 27 في المائة منها بإعداد إستراتيجيات للتعبئة الاجتماعية والمشاركة العامة لتشجيع الناس على تلقي اللقاحات. وبالنظر إلى التردّد المثير للقلق في أخذ اللقاحات، ثمة حاجة عاجلة لوضع إستراتيجيات لبناء الثقة وإيجاد تقبل للقاحات والطلب عليها. وقد سجلت البلدان المتأثرة بالصراعات والهشاشة 37 من بين 128 بلدا درجة أقل من البلدان الأخرى على جميع المؤشرات تقريبا.
ويستعرض الرسم البياني أسفله موجز جاهزية البلدان للتطعيم ضد فيروس كوفيد-19 عبر مؤشرات رئيسية مختارة:
عشرة مؤشرات رئيسية عن الاستعداد لنشر اللقاحات
أشارت النتائج التي خلص إليها التقرير إلى أنه لا توجد علاقة ارتباط قوية بين مستوى الدخل والمؤشرات الاقتصادية الأخرى، ودرجة الاستعداد لنشر اللقاحات. ويركز التقرير على عشرة مؤشرات رئيسية، منها على سبيل المثال لا الحصر سلسلة التبريد والخدمات اللوجستية، وترتيب أولويات التطعيم بين السكان ضد فيروس كوفيد-19، وإعداد الموازنة، وتدريب الأطقم الطبية، وأنظمة مراقبة السلامة، معايير إدارة درجة حرارة الوقت، تنظيم جميع جوانب التخطيط والتنسيق وجميع الاستثمارات والمصروفات التشغيلية سيتم توفيرها وحسابها بشكل جيد، مع آلية تنظيمية ستتبع مستويات الصرامة المقبولة والمعتمدة دوليا.
وبينت النتائج الأولية أن 85 في المائة من البلدان التي شاركت في التقييمات قد طورت خطط تطعيم وطنية و68 في المائة من تلك الدول لديها تدابير احترازية سارية، بما في ذلك أنظمة للإبلاغ عن ردود الفعل السلبية للقاحات.
وحسب المصدر ذاته، فإن برامج التطعيم الخاصة بالبنك تُقدم إلى أكثر من 40 دولة على المدى القريب، بقيمة تصل إلى 3 مليار دولار أمريكي من أصل 12 مليار دولار أمريكي متاحة لبرامج التطعيم.ويُجري البنك تقييمات لمساعدة الحكومات والمتخصصين في الرعاية الصحية على فهم وإدارة المهمة المعقدة المتمثلة في تطعيم أعداد كبيرة من البالغين في إطار زمني قصير جدا.
وتعليقاًاعلى ذلك، قالت ماميتا مورتي، نائبة رئيس البنك الدولي لشؤون التنمية البشرية “يعكف العديد من البلدان النامية حاليا على إعداد خطط طموحة لتوفير اللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد. وفي حين أن معظم البلدان مستعدة بما يكفي للشروع في تطعيم سكانها، لا تزال هناك فجوات كبيرة يجب معالجتها على وجه السرعة حرصا على نجاح حملات التطعيم الواسعة والكبيرة.”
وعلى الرغم من أن البلدان لديها فجوات في الاستعداد، أوضح التقرير أن معظمها قد استعد جيدا بما يكفي في معظم المجالات الأساسية لبدء حملات التطعيم بمجرد تلقي اللقاحات. مؤكدا على أن وجود أنظمة وطنية جيدة لتطعيم الأطفال لا تُعد بمثابة مؤشرا قويا على استعداد البلد لتقديم اللقاحات للبالغين، مثل لقاحات كوفيد- 19.
يقدم الرسم البياني أدناه عدد البلدان التي أكملت جولة واحدة على الأقل من تقييم التحضر للشروع في حملات التطعيم:
كما لفت التقرير إلى أن الوصول العادل والواسع والسريع إلى لقاحات كوفيد-19 في جميع الدول، خاصة في البلدان الفقيرة، هو أمر حيوي لإنقاذ الأرواح وتعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي، فبمجرد احتواء الوباء في جميع البلدان، ستستطيع كل دولة التركيز على اتخاذ خطوات تُسهم في تعافي اقتصاديها من أعمق ركود عالمي شهده العالم منذ ثمانية عقود.
ويتيح البنك الدولي حاليا 12 مليار دولار أمريكي للبلدان النامية لمساعدتها على شراء لقاحات كوفيد-19 وأدوات الاختبارات والعلاجات ذات الصلة وتوزيعها، وتقوية أنظمة الرعاية الصحية والتطعيم لضمان وصول اللقاحات إلى من يحتاجون إليها. وستصل برامجنا للتطعيم إلى أكثر من 40 بلدا على المدى القريب، بتكلفة تصل إلى 3 مليار دولار أمريكي من مجموع التمويل الذي خصصه البنك لهذا الغرض والمتاح حاليا. ومن شأن النتائج التي خلصت إليها تقييمات درجة الاستعداد أن توفر المعلومات لمشروعات البنك وتساعد الحكومات وأخصائيي الرعاية الصحية على تحسين فهم وإدارة المهمة المعقدة الخاصة بتطعيم أعداد كبيرة من السكان البالغين خلال وقت قصير للغاية.
واستخلص تقرير مجموعة البنك الدولي أربعة تقييمات محورية لمدى جاهزية التطعيم في دول العالم.
أربعة معايير لمدى الجاهزية للتطعيم
أظهرت مجموعة البنك الدولي في تقريرها أربعة تقييمات أساسية لمدى جاهزية التطعيم وهي وعلى الرغم من وجود فجوات في درجة استعداد البلدان، فإن معظمها قد استعد استعدادا تاما بما يكفي في معظم المجالات الأساسية لإطلاق حملاتها للتطعيم بمجرد أن تحصل على اللقاحات، كما أن وجود أنظمة وطنية لتطعيم الأطفال تؤدي وظائفها على الوجه الصحيح ليس مؤشرا قويا للتنبؤ باستعداد البلدان لتقديم اللقاحات للبالغين، مثل لقاحات كوفيد-19.
كما أفاد تقرير مجموعة البنك الدولي حول جاهزية التلقيح إلى أن ضعف الارتباط بين إجمالي الناتج المحلي ودرجة الاستعداد يشير إلى أن البلدان ذات الاقتصادات الأكثر تقدما ليست بالضرورة أفضل استعدادا لإطلاق برامج تطعيم كبيرة، كما أن اطلاق حملات التطعيم ضد فيروس كوفيد-19 يشكل فرصة لإقامة سلسلة تبريد مستدامة وصديقة للبيئة يمكن الاستفادة منها فيما بعد انحسار الأزمة الحالية.
ويلعب توفير لقاحات كورونا على نحو فاعل ومنصف وواسع النطاق، لاسيما في البلدان الفقيرة، دوراً حيوياً في إنقاذ الأرواح وتدعيم التعافي الاقتصادي العالمي. وما لم يتم احتواء الجائحة في جميع البلدان، فلن يكون أي بلد بمأمن من تجدد ظهور الفيروس، ولن يكون قادراً على تركيز كل جهوده على التغلب على أعمق ركود عالمي في ثمانية عقود.
واختتم البنك الدولي التقرير بالقول إن النتائج تُشير إلى أن هناك ارتباطا ضعيفا بين قوة الناتج المحلي الإجمالي للدول والاستعداد لمكافحة الجائحة، ما يُظهر أن البلدان ذات الاقتصادات الأكثر تقدما ليست بالضرورة أفضل استعدادًا لبرامج تقديم اللقاحات.
للإطلاع على تقرير “الفجوات لا تزال قائمة في درجة استعداد البلدان لنشر لقاحات كورونا” الصادر يوم الخميس 18 مارس الجاري على الموقع الرسمي لمجموعة البنك الدولي والمُتاح باللغة الأنجليزية، الرجاء الضغط على هذا الرابط.