توقعات إيجابية من QNB القطري لاثار التحفيزات المالية الإضافية لبايدن

بنوك عربية

توقع بنك قطر الوطني /كيو ان بي QNB/، أن تساعد التحفيزات المالية الجديدة التي أقرتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بقيمة 1.9 تريليون دولار أمريكي، في دفع عجلة الاقتصاد العالمي إلى الأمام.

ولفت بنك قطر الوطني، في تحليله الإقتصادي الأسبوعي الصادر يوم السبت 20 مارس الجاري بعنوان “التحفيزات المالية الإضافية من الولايات المتحدة ستساعد في دفع عجلة الاقتصاد العالمي”، إلى أن حزمة التحفيزات الإضافية التي وقع جو بايدن الرئيس الأمريكي قانونها في يوم الخميس 11 من مارس الجاري، ترفع المبلغ الإجمالي للإنفاق المرتبط بجائحة كوفيد – 19 إلى حوالي الـ 5600 مليار دولار أمريكي منذ بداية الأزمة، مع تمرير نصف هذه التحفيزات منذ ديسمبر الماضي.

ويستعرض الرسم البياني أسفله تاريخ ضخ حزمة التحفيزات المالية الجديدة:

وخلص التقرير الأسبوعي لـQNB القطري إلى أن حزمة التحفيزات الجديدة البالغة قيمتها 1900 مليار دولار أمريكي، تعتبر كبيرة، على الرغم من أن الاستطلاعات والبيانات الاقتصادية تشير إلى بداية تعاف قوية لهذا العام انطلاقا من أن مبيعات التجزئة بالفعل كانت أعلى في يناير الماضي بنسبة 07.4 في المائة مقارنة بالعام السابق، مدعومة بتلقي العديد من الأمريكيين شيكات تحفيزية بقيمة 600 دولار أمريكي من الحكومة، وأن مؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة الأمريكية قد قفز في فبراير إلى أعلى مستوى خلال سبعة أعوام وزادت الوظائف بمقدار 379 ألفا، وكلاهما يشير إلى نمو قوي في الناتج المحلي الإجمالي.

كما استعرض التقرير الأسبوعي الصادر يوم السبت 20 مارس الجاري عن بنك قطر الوطني QNB ثلاثة تأثيرات رئيسية أن تكون نتيجة للدعم الاقتصادي جراء الحوافز المالية .

ثلاثة تأثيرات أساسية للتحفيزات المالية الأمريكية

وفي تقريره الحديث رجح البنك أن يكون للتحفيزات المالية ثلاثة تأثيرات رئيسية، أولها التداعيات الإيجابية على بقية العالم من زيادة الطلب الأمريكي على واردات الطاقة والمواد الخام والسلع الاستهلاكية، حيث سينتج الطلب القوي على الواردات في الولايات المتحدة الأمريكية فائدة خاصة لصادرات الشركاء التجاريين في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، كما سيساعد في الحفاظ على الضغط التصاعدي على أسعار السلع العالمية، بالنظر إلى حجم الاقتصاد الأمريكي، وذلك على الرغم من ضعف التوقعات في أوروبا واقتصادات آسيا المتقدمة

وأفاد التقرير إلى أنه، وفقا لأحدث توقعات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يتوقع أن يكون الاقتصاد الأمريكي أكبر في نهاية عام 2022 مما كان متوقعا قبل ظهور الجائحة الوبائية، وهو إنجاز فريد من نوعه بين اقتصادات العالم.
أما ثاني التأثيرات، بحسب ماأورده تقرير بنك قطر الوطني، فيتمثل في زيادة الضغط التصاعدي على عائدات السندات الحكومية الأمريكية طويلة الأجل من خلال العوائد الحقيقية وارتفاع توقعات التضخم.

وأشار إلى أن التوقعات بشأن زيادة النمو تؤدي إلى رفع توقعات المستثمرين بشأن عودة أسعار الفائدة إلى المسار الحقيقي في المستقبل، كما أنه يزيد من توقعاتهم للتضخم المستقبلي، خاصة وأن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد انتقل الآن إلى مهمة أكثر مرونة باستهداف كل من “متوسط التضخم” و”التوظيف الكامل”.

ومن توقعات بنك قطر الوطني /كيو ان بي QNB/، التي نشرها في تقريره، أن يقاوم البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الضغط لاتخاذ إجراءات جذرية، على الرغم من أنه قد يتم اتخاذ بعض الإجراءات الأكثر اعتدالا للحد من ارتفاع عائدات السندات، مبينا أنه من المحتمل أن يلجأ البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى مزيج من عمليات “الالتفاف” و”تمديد المدة” لبرنامج شراء الأصول الحالي.

وحسب البنك قطر الوطني يتمثل التأثير الثالث للتحفيزات المالية، في تزايد الانتقادات الموجهة إلى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يجادل النقاد الداعمون للسياسة النقدية المهادنة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يواجه تشديد الظروف المالية الناجمة عن ارتفاع العوائد من خلال زيادة برنامج شراء الأصول، في حين يشير الداعمون للسياسة النقدية الهجومية إلى زيادة التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة واحتمال ارتفاع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة وأنه ينبغي على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يطرح خططه لتقليص مشتريات الأصول.

كما كشف التقرير الصادر مؤخرا عن تفاصيل حزمة التحفيز الموجهه للمستهلك والمقدرة بمبلغ 1.900مليار دولار أمريكي والتي من شأنها أن تؤدي إلى زيادة إضافية في حصة المدخرات النقدية التي تحتفظ بها الأسر ذات الدخل المنخفض

تحفيزات المستهلك الأمريكي

كما لفت QNB القطري إلى أن المستهلكين الأمريكيين راكموا خلال العام الماضي 1.6 تريليون دولار أمريكي في شكل مدخرات نقدية من خلال شيكات التحفيز وإعانات البطالة والدعم الضريبي، منوها إلى أن شيكات التحفيز بقيمة 411 مليار دولار أمريكي وإعانات البطالة بقيمة 246 مليار دولار أمريكي ستحافظ على تركيز إجراءات التحفيز على فئة المستهلكين، وسيؤدي ذلك إلى زيادة إضافية في حصة المدخرات النقدية التي تحتفظ بها الأسر ذات الدخل المنخفض، والتي من المرجح أن تعمد إلى الإنفاق أكثر مقارنة بالأسر في الطبقة المتوسطة بمجرد إعادة فتح الاقتصاد بالكامل. لذلك، فإن التعافي القوي بالفعل للاقتصاد الأمريكي، من المرجح أن يتسارع أكثر بفضل النمو القوي في طلب المستهلكين على مدار العام.

الرسم البيانى أدناه يوضح مكونات حزمة التحفيز الموجهه للمستهلك والمقدرة بمبلغ 1.900مليار دولار أمريكي:

ويركز التقرير على أن ارتفاع التضخم هو مؤشر إيجابي على التعافي الاقتصادي، مما يعطي الأمل في أن الولايات المتحدة، على عكس أوروبا واليابان، قد تكون قادرة على الهروب من فخ النمو والتضخم المنخفضين اللذين ظلت عالقة فيهما منذ الأزمة المالية العالمية لسنة 2008.

كما قدم بنك قطر الوطني QNB توقعاته للإنتعاش الاقتصادي الامريكي بعد حزمة التحفيزات المالية الموجه والتي ضخها في الأسواق الامريكية ومدى دفعها لعجلة الاقتصاد العالمي.

توقعات QNB القطري

وإستعرض التقرير توقعات QNB القطري حول مؤشرات النمو الاقتصادي، مرجحا أن يحافظ صناع السياسات في الولايات المتحدة على التحفيز المالي والنقدي حتى يتحقق التعافي الاقتصادي على أساس متين، موضحا أن من شأن التقدم المستمر في تطعيم السكان أن يسمح بمواصلة تخفيف تدابير الإغلاق خلال الفترة المتبقية من العام ويطلق العنان لسيل من الطلب المكبوح للمستهلكين.

كما رجح أن يكون التعافي الاقتصادي القوي عاملا مساعدا للاقتصاد الأمريكي على تجنب فخ النمو المنخفض والتضخم المنخفض بدل أن يؤدي إلى ارتفاع مفرط في التضخم بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

كما أكد البنك، في تقريره، أن يكون التعافي القوي في الولايات المتحدة محركا إيجابيا للاقتصاد العالمي، حيث يتفوق تأثير الدعم الناتج عن الطلب الأمريكي القوي على الواردات على تأثير الرياح المعاكسة المتمثلة في ارتفاع عائدات السندات وارتفاع أسعار السلع الأساسية.

التحليل الإقتصادي الأسبوعي لبنك قطر الوطني /كيو ان بي QNB/ الصادر يوم السبت 20 مارس الجاري متاح عبر هذا الرابط.

منشورات ذات علاقة

النقد العربي يبحث التركيب والتفكيك في صناعة المالية الإسلامية

02.8 % نمو الإقتصاديات العربية في 2024

84.16 مليار دولار أصول قطر المركزي نهاية يوليو