بنوك عربية
أكدت وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز العالمية أنّ مستوى النمو الاقتصادي في تونس لن يكون كافيا لمواجهة معدل البطالة المرتفع وتدهور مستوى المعيشة، ما يؤدي إلى تأجيج استياء اجتماعي جديد، مرجحة أن تشهد البلاد أبطأ انتعاش بين بلدان شمال إفريقيا.
وبينت الوكالة، في تقرير نشر أمس الخميس عن التحديات التي تواجه الشركات والبنوك في المنطقة في سياق ما بعد كوفيد-19، أنّ العجز المرتفع لموازنة تونس أدى إلى وضع الدين العام على مسار غير مستدام، فيما يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار السياسي الحالي إلى تعريض صفقة مع صندوق النقد الدولي للخطر ويفرض تحديات كبيرة.
وأشار التقرير إلى أنّ البنوك التونسية ستواجه بيئة اقتصادية وتشغيلية أكثر صعوبة ومخاطر عالية، نتيجة تدهور في ربحية البنوك التي تعمل في بيئة شديدة التنافسية ومجزأة مع آفاق تنمية مضطربة، وربما تزايد الخسائر المرتبطة بنشاط الإقراض، لافتا إلى أنّ الاضطرابات السياسية الأخيرة خلقت في تونس بيئة متعثرة، مرجّحا أن تشهد البلاد أبطأ انتعاش بين بلدان شمال إفريقيا الثلاثة وفي منطقة الشرق الأوسط بمعدل نمو لن يتجاوز الـ 03.8 في المائة هذا العام و02.1 في المائة في المتوسط على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، وفقا لصندوق النقد الدولي.
ووفقا لتقرير الوكالة، فإنّ التوترات السياسية تصاعدت في تونس منذ 25 يوليو/تموز السابق، عندما علّق قيس سعيّد الرئيس التونسي عمل البرلمان 30 يوما وأقال الحكومة وأعلن أنه سيحكم بمراسيم رئاسية، ليتم لاحقا تمديد التعليق إلى أجل غير مسمى، ما يجعل الخطوات التالية غير واضحة.
كما أكدت الوكالة أن تسبب كوفيد-19 في انكماش غير مسبوق في الناتج المحلي الإجمالي إلى 08.6 في المائة “أدى إلى تكثيف نقاط الضعف الاجتماعية والاقتصادية بعد عقد من تنفيذ إصلاحات هشة ونمو منخفض”. ورجحت أن يشهد الاقتصاد التونسي عودة بطيئة إلى مستويات ما قبل الجائحة، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 02.4 في المائة فقط سنويا على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، بناء لتوقعات صندوق النقد الدولي.
وأوضحت الوكالة أنّ الهيكل الحالي للنظام المصرفي يشجع المنافسة السعرية، حيث تحاول البنوك التعامل مع عدد قليل فقط من كبار العملاء ذوي الجدارة الائتمانية. وتعتقد ستاندرد أند بورز أنّ هذه العوامل ستؤدي إلى زيادة تآكل مكونات رأس المال غير الكافية بالفعل للبنوك التونسية، خاصة بالنسبة للكيانات الأصغر، مرجحة ارتفاع قائم القروض غير المستخلصة بسبب تعرّض قطاعات تجارة التجزئة والسياحة والعقارات وبعض قطاعات التصدير إلى مخاطر عالية، ما يؤثر على ربحيتها ورسملة أعمالها.
كما ترجح الوكالة استمرار دعم البنك المركزي التونسي للبنوك التونسية خلال الأشهر القليلة المقبلة، لمساعدة النظام المصرفي على التعامل مع حالة عدم اليقين السياسي الإضافية. واعتبرت أن استمرار هذا الدعم “أمر بالغ الأهمية” نظرا لانخفاض مستويات التمويل للبنوك التونسية.