اتحاد مصارف الإمارات يبدا تنفيذ خطة توعية بالادخار

بنوك عربية

بدأ اتحاد مصارف الإمارات تنفيذ خطة واسعة النطاق لزيادة التوعية المالية لأفراد المجتمع؛ لما لها من أثر كبير على مستقبلهم المالي، خاصة أن تحلي الفرد بالثقافة المالية يمثل الخطوة الأولى والأكثر حيوية نحو الاستقلال والأمان الماديين.

وأجاب اتحاد مصارف الإمارات عن أبرز الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين لإرشادهم إلى الطريق نحو مستقبل مالي أفضل.

بداية، اجاب اتحاد المصارف عن سؤال: كيف تتخذ قرارات مالية صائبة؟ .. يعرف جمال صالح، مدير عام اتحاد مصارف الإمارات، الشخص الواعي ماليا بأنه الفرد الذي يتحلى بالمعرفة والمهارات بجانب القدرة على استخدامهما لإدارة الموارد المالية بشكل فعال، حرصا على ضمان السلامة المالية مدى الحياة.

وقال صالح: إن هذا النوع من المعرفة يمكن الفرد من اتخاذ قرارات مالية صائبة في أي ظرف مالي كان، فيما ترسخ فيه كذلك صفة الانضباط للادخار للأهداف القريبة المدى مثل ادخار قيمة شراء سيارة أو قضاء إجازة، كما تخوله هذه القدرة على الاستثمار بصورة ذكية لتكوين الثروة ومراكمتها.

ويؤكد أن الخطوة الأولى نحو الحرية المالية هي أن ينظر الفرد في شؤونه المالية ويتمعن في ظروفها ثم يتخذ قرار الادخار تحت مظلة هدف واضح ومحدد،

وبعد اختيار الهدف، يتعين تصنيف الدخل والمصاريف وتحليلها إذ يوفر ذلك خريطة طريق نحو تحقيق الهدف المنشود، لافتا إلى أنه في حال أثرت تسديدات القروض على قدرة الادخار لتحقيق الهدف المنشود، فيمكن النظر في خيارات إعادة تمويل أخرى بمعدلات شهرية أقل، مما يفتح المجال إلى الادخار بدرجة أكبر.

كيف تدير شؤونك المالية بنجاح؟
يرى جمال صالح، مدير عام اتحاد مصارف الإمارات، أن إدارة الشؤون المالية بنجاح وفعالية يتطلب التخطيط المناسب والذي توجد له 5 عناصر رئيسية، أولها (اكتساب الثقافة العلمية اللازمة) والذي يمكن أن يتحقق من خلال تخصيص الوقت لتثقيف النفس حول المؤسسات المالية وفهم كيفية إدارة الشؤون المالية بكفاءة لضمان مستقبل مالي آمن.

وقال: إن العنصر الثاني هو (وضع الأهداف)، إذ يعتبر التفكير على المدى البعيد مسألة حيوية للاستعداد لأي ظرف أو مسألة طارئة قد تقع على مدى الحياة، ومن ثم يجب وضع وتطبيق مخططات مختلفة لحالات الطوارئ الطبية أو المهنية.

ويجب أيضا الحرص على ملاءمة المخططات لكل حالة فردية، خاصة مع الأخذ في الاعتبار حالة التقاعد في ما بعد.

وأضاف أن العنصر الثالث للتخطيط المناسب، هو (إدراك القيمة الزمنية للمال)، فعند اختيار الأصول بحرص، ترتفع قيمة الأصول المختارة بالشكل المناسب مع مرور الزمن، ويمكن للقيمة أن تنجم عن دفعات الفائدة أو غيرها من العوائد على الاستثمار، مع ضرورة إدراك أن قيمة الأموال المقترضة ترتفع مع مرور الوقت مما يزيد عبء السداد.

وأشار صالح، إلى أن العنصر الرابع يتمثل في المحافظة على المستوى المناسب من السيولة، حيث يتعين على كل فرد توفير الأموال الكافية لتلبية الاحتياجات القريبة المدى، مع مراعاة التخطيط دائما للأحداث غير المتوقعة والحرص على توافر النقد الكافي للتعامل مع أي مصاريف مفاجئة على المدى القريب.

ونبه صالح إلى أن العنصر الخامس للتخطيط المناسب، هو (فهم المخاطر والعوائد) فمن الأفضل تكوين محفظة استثمارية متزنة تتضمن أصولا ذات مخاطر متفاوتة، حيث يمكن للأصول ذات المخاطر المرتفعة نسبيا مثل الأسهم، أن تولد درجة أكبر من العوائد.

إلا أنها قد تكون عرضة بشكل كبير للتقلبات الاقتصادية وتقلبات السوق مما يؤدي إلى خسارتها نسبة كبيرة من قيمتها، في حين أن الأصول ذات المستوى المنخفض من المخاطر مثل العقارات أو أدوات سوق الدين، فهي تقدم درجة أقل من العوائد وتتحمل نسبة أقل من مخاطر السوق.

ويختتم صالح، بالتأكيد على أهمية إدراك كيفية عمل الأصول التي تتضمنها المحفظة الاستثمارية، وأن يرتبط اختيار الأصول التي سيتم الاستثمار فيها على المركز المالي للفرد وقدرته على تحمل المخاطر المحتملة.

لماذا يجب أن تضع ميزانية؟
يأتي وضع ميزانية، بهدف رئيس وهو المقارنة ما بين الدخل والنفقات الخاصة، كما أنها تشكل دليلا للادخار.

ويؤكد اتحاد مصارف الإمارات أن الميزانيات المصممة بذكاء تحرص على ألا تتخطى المصاريف قيمة الدخل في أي حال من الأحوال، ما يعني أن هناك فائضا على الدوام يمكن تخصيصه للادخار بشكل منتظم.

ويحدد اتحاد مصارف الإمارات 5 خطوات لازمة لوضع ميزانية ناجحة، أولها (تحديد الأهداف بوضوح)، مع ضرورة تحديد أهمية كل هدف، فعلى سبيل المثال، عند الرغبة في شراء سيارة جديدة، من المهم مقارنة التكاليف ومختلف الطرازات والخصائص، ومن ثم، يتم النظر في المدخرات الشهرية المتوقعة، المخصصة من فائض الدخل للقيام بالخيار الأنسب، ولوضع جدول زمني للادخار أو البحث على خيارات تمويلية أخرى.

وتشمل الخطوة التالية (قيد كافة الإيرادات والمصاريف) عبر وضع جدول يتم فيه قيد كافة الإيرادات والمصاريف بشكل شهري أو عندما تستدعي الحاجة، ويمكن للمصاريف الشهرية المتكررة أن تشمل مشتريات التسوق الشخصي والبقالة، وفواتير الخدمات العامة، والنقل، والإيجار، وحتى تسديد القروض.

أما الخطوة الثالثة فهي (تصنيف العناصر الأساسية وغير الأساسية)، فلكي تكون الميزانية فعالة، يجب تصنيف المصاريف ما بين الأساسية وتلك غير الأساسية، فمثلا يعتبر الإيجار ومصاريف البقالة وفواتير الكهرباء من المصاريف الأساسية.

أما المصاريف غير الأساسية فغالبا ما تكون متعلقة بالمتعة مثل الأنشطة الترفيهية، والإجازات، وتسوق السلع الفاخرة وغيرها.

ويشير اتحاد مصارف الإمارات، إلى أن الخطوة الرابعة تتمثل في (وضع الميزانية) بعد استكمال البيانات المالية بوضوح، خاصة أن تحديد أولوية المصاريف المختلفة يساعد على استبعاد بعضها والمحافظة على إبقائها ضمن حدود الدخل.

وبعد اكتمال المسودة الأولى، يتوجب إعادة النظر في كل هدف وتحديد الخطوات اللازمة لتحقيقه، لافتا إلى أن الخطوة الخامسة هي (المحافظة على الانضباط المالي) لأن إعداد الميزانية وحده لا يضمن السلامة المالية، والتي تتحقق فقط عند الالتزام التام بالخطوات المحددة لتحقيق الأهداف المالية المنشودة وأخذ الحيطة في رصد الإيرادات والمصاريف كافة.

كما يجب الانتباه إلى أنه ليس من الضروري أن تكون الميزانية الأولى مثالية، فيجب مراجعتها كل شهر لضمان استمرار ملاءمتها للدخل الفعلي وعادات الإنفاق، كما يتعين إدخال التغييرات عليها وفق ما تقتضيه الحاجة.

نصائح لمستقبل مالي آمن؟ 
ينصح اتحاد مصارف الإمارات بخمسة إجراءات لمستقبل مالي آمن، تبدأ (بالتخطيط للميزانية) ووضع ميزانية بعيدة المدى تغطي المصاريف الحالية والمستقبلية، ثم (اتباع مخطط للادخار) فبمجرد جدولة المصاريف المتكررة، يمكن تخصيص المبلغ المتبقي للادخار والاستثمار، وتوصي جهات التخطيط المالي بادخار 10% إلى15% من الدخل الشهري لكل شهر.

ويوضح اتحاد مصارف الإمارات، أن الإجراء الثالث هو (تقليص الديون)، حيث تتسبب دفعات القروض الكبيرة في تآكل المدخرات مهما كان حجمها، تاركة القليل للمستقبل، وفي حال عدم القدرة على تفادي القروض، يقترح خبراء التخطيط المالي تخصيص 10% إلى20% من الدخل الشهري لسداد الديون.

ويشير إلى أن الإجراء الذي يلي ذلك هو (مخطط الادخار التلقائي) إذ يواجه غالبية الأشخاص صعوبة في الانضباط المستمر بتحويل المال شخصيا كل شهر إلى حساب توفير، لذلك تقدم المصارف حلول التحويل التلقائي عن طريق اقتطاع مبلغ معين من المال من الحساب الرئيسي (أو الراتب) إلى حساب توفير أو استثمار، حيث يقلل هذا النوع من الادخار الشهري التلقائي من خطر الإفراط في الميزانية عن غير قصد.  

ويختتم اتحاد مصارف الإمارات بتحديد الإجراء الخامس نحو مستقبل مالي آمن، وهو (الالتزام باستراتيجية بعيدة المدى) بمعنى ألا يتمحور الادخار حول الأهداف الحالية فحسب، بل يتعيّن دوماً التخطيط للمستقبل والذي يجب أن يبدأ من الآن، واختيار البديل الأنسب للوضع المالي عبر البدائل الاستثمارية المتعددة التي توفرها المصارف العاملة في الدولة، والتي تناسب مختلف مستويات القدرة على تحمل المخاطر.

لماذا ندخر؟
يتكون الادخار بشكل رئيسي من الأموال المتبقية بعد تسديد كافة المصاريف الأساسية مثل الإيجار والطعام والمواصلات والرسوم الدراسية وغير ذلك.

ويتعين على الأفراد بذل الجهد لادخار بعض الأموال كل شهر، فمن خلال التخطيط الجيد، يمكن للمدخرات النمو بما يضمن مستقبلا آمنا.

وهناك 3 أسباب أساسية للادخار، وهي (الادخار لحالات الطوارئ) و(الادخار للمستقبل) و(الادخار للتقاعد). والادخار لحالات الطوارئ يستهدف الاستعداد للأحداث غير متوقعة، سواء كانت بسيطة أو كبيرة والتي قد تطرأ في أي وقت، فمثلا يعد فقدان الوظيفة من حالات الطوارئ الكبرى، في حين تتضمن الأحداث البسيطة مثلا الحاجة لشراء جهاز حاسوب محمول جديد.

وتعتبر المدخرات الشخصية من أكثر المصادر الملاءمة لتمويل مثل هذه الحالات الطارئة.

والادخار للمستقبل يعني ضرورة التخطيط للاستثمار بشكل منتظم بهدف توظيف المدخرات والاستفادة منها، وتتوفر عدة خيارات في هذا السياق، ولكن غالبيتها تستوجب إيداع مبلغ مالي محدد بصورة منتظمة، ويمكن لهذه الاستثمارات أن تنمو مع الوقت، إلى أن تصبح الأموال المتراكمة كافية لتغطية الاحتياجات المستقبلية الأساسية.

أما الادخار للتقاعد، فهو يعني توفير المال من مصادر أخرى لتغطية المصاريف، عندما تصل إلى وقت يتوقف فيه الراتب الثابت، ويمكن للمدخرات أن تتراكم بصورة منتظمة في صندوق أو حساب التقاعد، مع الانتباه إلى أنه كلما بدأ الفرد بالتخطيط للتقاعد في سن مبكرة، ارتفع الدخل بعد التقاعد.

منشورات ذات علاقة

الوطني العُماني يطلق “أنفق واربح” لحاملي “بديل”

العز الإسلامي العماني يدشن خدمة تمويل السيارات دون رهن

بنك مسقط يفوز بجائزة تجربة الزبائن في الشرق الأوسط