بنوك عربية
كشف صندوق النقد العربي أن قيمة المنتجات الإستثمارية ذات طابع الإستدامة في الأسواق المالية العالمية قد بلغت في نهاية العام 2021 الـ 2 تريليون دولار أمريكي.
جاء ذلك على هامش كلمة ألقاها عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي كلمة في إفتتاح ورشة العمل حول تعزيز التمويل الأخضر في الدول العربية، التي نظّمها الصندوق “عن بُعد” يوم أمس الإثنين 30 يناير (كانون الثاني) 2023.
وأكد أن الدول العربية تعمل على مواكبة التطورات في مجال التمويل الأخضر والمستدام، كما أن تعزيز التمويل الأخضر يساهم في إستقطاب استثمارات إضافية، ويدعم أهمية التوسع في إصدار أدوات التمويل المستدام السيادية في الدول العربية وإصدار وتداول شهادات الكربون في البورصات العربية.
كا لفت إلى أن صندوق النقد العربي يدعم جهود الدول العربية في الإنتقال نحو التمويل الأخضر والمستدام وتطبيق المعايير البيئيّة والإجتماعيّة والحوكمة في الأنشطة الماليّة
ولفت في بداية الكلمة أهمية التّمويل الأخضر الذي يمثّل منهجاً استراتيجياً يربط القطاع المالي بعملية التحوّل نحو اقتصادات منخفضة الكربون، وذات كفاءة في إستخدام الموارد، حيث يدعم التّمويل الأخضر إنتقال تدفقات رؤوس الأموال إلى الشركات، وتعزيز الإستثمار في المشاريع الخضراء والمستدامة، وإستخدام التقنيات التي تساعد على إنخفاض إنبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون.
وأوضح الحميدي أن النمو الملحوظ في حجم التمويل الأخضر في أسواق المال العالمية، يعكس الاهتمام المتزايد بأدوات تمويل الاستثمار المستدام. فوفقاً لإحصائيات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية فإن قيمة المنتجات الاستثمارية ذات طابع الاستدامة في الأسواق المالية العالمية تجاوزت 5.2 تريليون دولار في نهاية عام 2021، فيما بلغ إجمالي أصول الصناديق المستدامة نحو 2.7 تريليون دولار في نهاية الفترة نفسها.
في ذات السياق، أكد ذات المصدر أنّ دوّلنا العربيّة أعلنت عن عدّة مبادرات في هذا المجال، حيث تم إطلاق مبادرة الشّرق الأوسط الأخضر من قبل المملكة العربيّة السعوديّة في الربع الأوّل من عام 2021، بهدف توحيد وتنسيق جهود مختلف دول المنطقة لتحقيق الحفاظ على البيئة، والحدّ من مخاطر تغيّرات المناخ.
كما كشف سوق أبوظبي المالي العالمي عن إطلاق مبادرة لتداول عقود الكربون في 2022، إضافة إلى فتح مقر للمعهد العالمي لاحتجاز الكربون وتخزينه في الشرق الأوسط في أبوظبي. كما ستستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمرالأطراف (COP28) في العام الجاري 2023.
كذلك أعلنت جمهورية مصر العربية خلال استضافتها لمؤتمر الأطراف (COP27) في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، عن إطلاق سوق الكربون التطوعي بالبورصة المصرية، في سياق الدور المتنامي للبورصة في التمويل المستدام في الإقتصاد المحلي والإقليمي، وينعكس هدفها في تشجيع التحول إلى الاقتصاد الأخضر بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
وتعتزم بورصات عربية أخرى، إطلاق خدمات تداول شهادات أو عقود الكربون.
في نفس الإطار، أشار الحميدي إلى أن العديد من الدول العربية تبذل جهوداً معتبرة في مجال التمويل الأخضر والمستدام، حيث قطعت أشواطاً هامّة في سياق عملية تطوير سوق وأدوات التمويل الأخضر والمستدام، في الوقت الراهن وعلى المدى القصير، وهناك جهود في تطوير أسواق لتداول شهادات الكربون.
كما بين الحميدي، أن صندوق النّقد العربي يُولي اهتماماً بالغاً بمواضيع تداعيّات تغيّرات المناخ على القطاع المالي وتطبيق المعايير البيئيّة والإجتماعية والحوكمة في الأنشطة الماليّة، والسياسات الاستثماريّة في دولنا العربيّة، حيث نظّم الصندوق العديد من الورش والدورات التدريبيّة، وأعدّ العديد من الدّراسات والبحوث المتخصِّصة في الموضوع، والعديد من الأدلّة الإرشاديّة بالتعاون مع دولنا العربيّة، والهيئات الدوليّة والمؤسّسات الماليّة الدوليّة، لاسيّما صندوق النّقد الدوّلي، ومجموعة البنك الدّولي، وبنك التسويّات الدوليّة.
في الختام، لفت رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي حرص الصندوق على توسيع تعاونه وبناء شراكات مع جميع الأطر والمؤسسات الإقليمية والدولية للعمل معاً في سبيل تعزيز فرص التعاون والتنسيق على مستوى السلطات الرقابية والإشرافية، نحو تعزيز التمويل الأخضر بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.