بنوك عربية
من المنتظر أن تٌقدم مجموعة البنك الإفريقي للتنمية دعماً مالياُ لمشروع خط أنبوب الغاز النيجيري-الجزائري، بعدما عاش هذا المشروع “شبح النسيان” و”التجاهل” بسبب التهديدات الإرهابية.
كما لم يكشف مجموعة البنك الإفريقي عن نيته دعم أي من مشروعي أنبوب الغاز النيجري-المغربي أو النيجيري-الجزائري، غير أن الجلسة السنوية للبنك، التي عقدت بمدينة شرم الشيخ بمصر، كانت فرصة ليعبر عن إعجابه بالمشروع الذي يربط أبوجا بالجزائر، مؤكدا أن تقديم الدعم له أمر مهم.
وقدر طول خط أنبوب الغاز النيجيري-الجزائري 5 آلاف كيلومتر، ورغم قصر المسافة، إلا أن المشروع بقي في طي تهديدات الإلغاء، بسبب مروره بمناطق حساسة تعرف نشاط جماعات إرهابية.
وبتصريحات مسؤولين نيجيريين والدعم المالي الأخير للبنك الإفريقي التنمية، يعود المشروع إلى الحياة، غير أن هذا المعطى لا يضر المغرب إطلاقا، وهو ما فسره عبد الخالق التهامي، باحث في المجال الاقتصادي، بالقول إن “دعم البنك الإفريقي جاء بطلب من نيجيريا والجزائر، أما الرباط وأبوجا فلم يطلبا دعما من هذا البنك لمشروعهما”.
وأضاف التهامي أن “من حق الجزائر ونيجيريا أن تبحثا عن تمويلات لمشروعهما، أما المغرب لا يهمه مصير هذا المشروع، بل ما يهمه حقا هو مشروعه الخاص مع أبوجا الذي سيشكل نقلة اقتصادية مهمة”.
كما إستبعد المتحدث أن يكون البنك الإفريقي قد تجاهل المشروع المغربي-النيجيري، مؤكدا أن “العديد من الجهات الدولية أعلنت عن رغبتها في تقديم تمويلات قوية، نظرا لأن المشروع يقدم فرصا اقتصادية كبيرة، إذ يمر عبر شريط غربي إفريقي غني”.
وطالب الباحث في المجال الاقتصادي على أن “المشروع المغربي-النيجيري لا ينتظر من البنك الإفريقي للتنمية أن يقدم دعما ماليا له، لأن المشروع دخل مراحل مهمة وينتظر البدء في الإنجاز، كما أن الرباط وأبوجا لم تقدما أي طلب للبنك في هذا الشأن، وهو ما يفسر توجه البنك إلى المشروع الآخر”.
من جهته، بيّن صبري عبد النبي، خبير في العلاقات الدولية، أن “التوجه الذي أعلن عنه بنك التنمية الإفريقي لا يمكن أن يخرج عن دائرة وجود استمالة جزائرية لهذا البنك من أجل دعم مشروعها مع أبوجا”.
وأضاف عبد النبي، في تصريح لهسبريس، أن “الجزائر تحاول من خلال نفوذها في هذا البنك أن تظهر أن إفريقيا تدعم مشروعها، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام الجزائرية التي وصفت القرار بالانتصار المالي على المشروع المغربي”.
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية بأن “المشروع المغربي لا يمكن أن ينتظر مثل هاته المراوغات، فهو يلقى دعما ماليا من عديد من المؤسسات المالية العالمية، ووصل إلى مرحلة البدء في التشغيل”.
وأكد المتحدث إلى أن “الرباط ليس لها مشكلة في قيام المشروع الجزائري، بل المشكلة تكمن في استغلال جميع الهفوات والفرص الممكنة للضرب في أهمية وفاعلية خط أنبوب الغاز المغربي-النيجيري”.