بنوك عربية
أصدر صندوق النقد الدولي، تقريرا حول سياسة العراق الاقتصادية، فيما توقع نمو الناتج المحلي العراقي الاجمالي غير النفطي بنسبة 5%.
وذكر بيان صادر عن صندوق النقد الدولي، أن “فريق من خبراء صندوق النقد الدولي، بقيادة جان-غيووم بولان، التقى بممثلي السلطات العراقية في عمّان، الأردن، خلال المدة 12 – 17 من كانون الأول / ديسمبر الجاري، بهدف مناقشة أحدث التطورات والمستجدات وآفاق التوقّعات، إلى جانب مناقشة الخطط المتعلقة بالسياسات في الفترة القادمة”.
وقال بولان ، بحسب البيان، “يُتوقَّع أن يحقق الناتج المحلي غير النفطي نموا بنسبة 5 % في العام 2023 على ضوء التَّوسُّع الكبير في المالية العامة في إطار قانون موازنة الثلاث سنوات النافذ”، مبينا انه “ينبغي للاستمرار في تنفيذ الموازنة أن يساعد في استمرار النمو غير النفطي القوي في العام 2024. غير أنّ هبوطَ الإنتاج النفطي بعد إغلاق خط أنابيب النفط الواصل بين العراق وتركيا، وخفضَ الإنتاج بناء على طلب مجموعة أوبيك+ سوف يعملان معًا على خفض نمو الناتج المحلي الكلي في العامين 2023 و 2024”.
وأضاف، أن ” نسبة التّضخُّم تراجعت عن الذروة التي بلغتها بمقدار 7 % في كانون الثاني / يناير من العام الحالي، ومن المتوقّع للتضخُّم أن يستقر خلال الأشهر القادمة، وذلك بفضل اتباع البنك المركزي العراقي سياسة نقدية أكثر تشدّدًا، والأثر المتأتي من رفع سعر صرف الدينار العراقي، وانخفاض الأسعار العالمية للأغذية، وعودة عمليات تمويل التجارة لطبيعتها مع تحسن الامتثال لإطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب”.
وتابع: أن ” اعتماد أُسلوب وضع الموازنة على مدى ثلاث سنوات في حزيران / يونيو 2023 شكّل تحوّلًا في الممارسة المُتَّبعة لوضع الموازنات في العراق، وذلك بغية تحسين مستوى التخطيط المالي، واستمرارية تنفيذ المشاريع التنموية المهمة على المدى المتوسط”، مؤكدا أنه “بالرَّغم من تأخّر البدء في تنفيذ الموازنة هذا العام، يُتوقَّع لرصيد المالية العامة أن يتحوَّل من فائض كبير تحقّق في العام 2022 إلى عجز في الموازنة للعام 2023”.
وقال: ” يتوقَّعُ الخبراء أن يتوسَّع حجم العجز المالي لدى الحكومة بدرجة أكبر في العام 2024 بما يعكس الأثر السنوي الكامل لإجراءات الموازنة. كما أنّ التوسع الكبير في المالية العامة، بما في ذلك حدوث زيادة جوهرية في أعداد المنتسبين للقطاع العام والتقاعد، يخلق متطلبات دائمة من الإنفاق العام الذي سوف يشكّل ضغطًا على الأموال العامة على المدى المتوسط.”
ومضى بالقول: “ويتطلَّبُ ضمان استمرار أوضاع المالية العامة، في إطار سياق آفاق التوقعات غير المؤكّدة لأسعار النفط، تشديد موقف سياسة المالية العامة بصورة تدريجية، وفي الوقت نفسه، العمل على ضمان حماية الاحتياجات بالغة الأهمية للبنية التحتية وللإنفاق الاجتماعي. ومن شأن ذلك أن يتطلّب أيضًا تعبئة المزيد من الإيرادات غير النفطية، واحتواء فاتورة أجور موظفي الحكومة، وإصلاح نظام التقاعد الحكومي. ويجب دعم هذه التدابير بالانتقال إلى العمل على وجود شبكة أمان اجتماعي أكثر استهدافًا، وتعمل على توفير حماية أفضل للفئات الهشة.”
وأوضح ان ” البعثة رحَّبت بالخطط الحكومية الهادفة إلى تعزيز إدارة المالية العامة، بما في ذلك الترحيب بالخطوات التي اتّخذتها الحكومة باتجاه إنشاء حساب الخزينة الموحّد. وفي هذا السياق، كرّرت البعثة التنويه بأهمية الالتزام بالإطار الخاص بإدارة الضمانات الحكومية”، لافتا إلى أن ” البنك المركزي العراقي شدّد سياسته النقدية بصورة ملائمة، ويتضمّن هذا التشديد زيادة سعر الفائدة على أدوات السياسة النقدية ورفع متطلبات الاحتياطي الالزامي. وقد رحّبت البعثة بالتقدم المُحرز على صعيد تعزيز إطار إدارة السيولة المحلية، وشجّعت على استمرار الجهود المبذولة للتّخلص من فائض السيولة ، وتطوير سوق التداول ما بين المصارف بهدف تعزيز عملية انتقال أثر السياسة النقدية.”
ومضى بالقول: “وتظل الإصلاحاتُ الهيكلية الهادفة إلى تحفيز التنوُّع الاقتصادي و استحداث فرص العمل بقيادة القطاع الخاص عاملًا محوريًّا في تحقيق النمو المستدام والشمولي. وتتضمن الأولويات على هذا الصعيد إيجاد فرص متكافئة للقطاع الخاص من خلال إجراء إصلاحات في العمل المصرفي وفي قطاع الكهرباء، وتقليص التّشوُّهات في سوق العمل، والاستمرار في بذل الجهود الرامية إلى تعزيز الحوكمة والحد من انتشار الفساد.”
وأكد أن “فريق خبراء الصندوق يقف على أُهبة الاستعداد لدعم السلطات العراقية فيما تبذله من جهود الإصلاح، ويودُّ أن يشكرهم على المباحثات الصريحة والمُثمرة خلال البعثة”.