أكد مصرفيون أن المؤسسات المالية بشقيها التقليدية والإسلامية تطالب بالتحول الرقمي حتي تواكب التطور وتكون قارة على التنافس في السوق المحلية والإقليمية.
واوضحو في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين على هامش مشاركتهم في فعاليات المنتدى الثالث للتقنية المالية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تحت عنوان “العمل المصرفي بعد الإرباك المالي“، أن البنوك والمصارف مطالبة أكثر من أي وقت بتبني تقنيات سلسلة الكتل “بلوك تشين” والحوسبة السحابية وتطوير الأمن الإلكتروني حتى تستطيع مجاراة التغيرات التقنية المتسارعة وما يصاحبها من تغير سلوكيات المستهلكين واحتياجاتهم التقنية.
وأكد الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الإسلامي حسان جرار في تصريح للوكالة أن المؤسسات المالية يجب عليها تغيير آليات عملها لتجاري الشركات التقنية، مشددا على أن البنوك يجب أن تتحول إلى “شركات تكنولوجية” على حد تعبيره.
ولفت جرار إلى أن المؤسسات المالية يجب أن تدرك ضرورة أن تتعامل مع الخدمات والمنتجات كما يتعامل الجيل الجديد مع الهواتف الذكية، إضافة إلى ابتكار الذكاء الإصطناعي في المعاملات المصرفية على مستوى الأفراد والمؤسسات.
وأكد جرار أن بنك البحرين الإسلامي يمضي قدما في طريق التحول الرقمي، لافتا إلى أن جميع العملاء يستطيعون الآن إنهاء معاملاتهم البنكية عن طريق “الأون لاين” أو تطبيقات الهواتف الذكية، مع التركيز خلال النصف الاول من العام الجاري على فتح حسابات بنكية الكترونية للشركات والمؤسسات بمختلف أحجامها.
واعرب جرار في تصريحه عن أمله في أن يستطيع بنك البحرين الاسلامي تدشين بنك رقمي جديد، ولكن لم يتم إقرار ذلك حتى الآن بحكم إمكانيات تغيير الثقافة المصرفية وما يتطلبه ذلك من موارد مالية واستثمارية.
وأكد جرار أنه لا تأثير لمبادئ وأحكام الشريعة الاسلامية على سرعة تحول المصارف الإسلامية إلى الخدمات الرقمية، مشددا على مرونتها في التعامل مع سلسلة الكتل والحوسبة السحابية.
بدوره، قال حسين الحسيني، رئيس تنفيذي للخزينة وأسواق المال وإدارة الثروات في بنك البحرين الوطني أن المؤتمر والمعرض يحمل في جعبته الكثير من التقنيات الحديثة التي ستصيغ مستقبل الصناعة المصرفية على مستوى المملكة والمنطقة والعالم، ويفتح مدارك الجميع لتطوير خدمات ومنتجات رقمية ثورية.
وأضاف “بدأ بنك البحرين الوطني منذ العام 2017 في مجال التحول الرقمي من خلال جلب موارد جديدة وتوظيف أناس ذو كفاءة عالية في مجال التقنية المتطورة بغية الانتقال للتقنيات المالية الجديدة“.
وذكر الحسيني أن مصرف البحرين المركزي يدرس مع البنوك والمؤسسات المالية كل المقترحات لتطوير العملات والخدمات الرقمية وهي أمور وتغيرات ستحصل في النظام المصرفي والمالي، وأصول سيطلبها الزبون ويجب على البنوك ان تلبيها في المستقبل المنظور.
ولفت إلى أن أكبر تحدي سيواجه التحول الرقمي في القطاع المصرفي هو فقدان أكثر من ثلث القوى البشرية بسبب اعتماد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية المتطورة، مطالبا بضرورة تطوير الكوادر البشرية في التكنولوجيا المالية عبر تكثيف التدريب وتطوير مخرجات التعليم لتواكب متطلبات سوق العمل الجديدة.
من جانبه، قال مدير عام معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية BIBF الدكتور أحمد الشيخ أن استراتيجية المعهد للسنوات الثلاث القادمة ستركز على سد الفجوات في احتياجات سوق العمل، وذلك من خلال تقديم شهادات احترافية في مجال سلسلة الكتل (بلوك تشين) والتكنولوجيا المالية والحوسبة السحابية والامن السيبراني.
وأضاف الشيخ: “قمنا بتخريج 10 خريجين في الشهادات الاحترافية في التكنولوجيا المالية وهي أول دفعة، ودربنا أكثر من 700 موظف حكومي في مجال الحوسبة السحابية والأمن السيبراني. ونقوم سنويا بتدريب وتخريج 20 ألف طالب من داخل وخارج البحرين في عدة تخصصات“.
ولفت الشيخ إلى أن المعهد ماضي بخطى ثابتة لتدريب وتخريج المزيد من البحرينيين في مجال التكنولوجيا المالية (الفنتك) وتطبيقاتها المتشعبة بما ينسجم مع التشريعات والبرامج الجديدة الصادرة من مصرف البحرين المركزي وما يخدم القطاع المصرفي في البحرين وخارجها.