بنوك عربية
قال موقع “جلوبل فاينانس” إن صناعة التمويل الإسلامي تباطأت بشكل كبير هذا العام بعد أن شهدت معدل نمو قويا للغاية بلغ 13 % في العام الماضي، موضحا أن المؤسسات المالية الإسلامية أمضت معظم العام الحالي في مواجهة الصدمة المزدوجة الناتجة عن كورونا والتكيف معها وانخفاض أسعار النفط الى متسويات تاريخية.
وأشار التقرير الى أن إجمالي أصول التمويل الإسلامي بلغ 2.88 تريليون دولار بنهاية العام 2020، ويطابق هذا الرقم تقريبا الرقم المسجل العام الماضي، لافتا الى أن هناك أملا بعودة نمو التمويل الإسلامي الى طبيعته، ومن المتوقع أن يصل إجمالي الأصول المالية المتوافقة مع الشريعة الى نحو 3.69 تريليون دولار بحلول 2024 بمجرد تعافي الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية الناتجة عن كورونا.
وذكر أنه وفقا لموقع “بيو” للأبحاث، فإن عدد المسلمين حول العالم ينمو أسرع مرتين من بقية السكان، وقدر عددهم بحلول 2060 بـ3 مليارات مسلم بزيادة قدرها 70 % على 2015، لافتا الى أن الأجيال المقبلة من المسلمين في آسيا أو أوروبا أو الشرق الأوسط أو أفريقيا سيهتمون بالقطاعات التكنولوجية بشكل خاص.
وزاد: “لذلك، فإن النمو المستقبلي للمؤسسات المتوافقة مع الشريعة سيعتمد بشكل كبير على أن تصبح قطاعا ماليا رئيسيا”.
وعلى مدى الأعوام القليلة الماضية، أدركت الكثير من الدول مثل سنغافورة والبحرين وبريطانيا إمكانات وفرص التمويل الإسلامي وطورت منصات مخصصة لبدء تشغيلها، وأطلقت مبادرات وصناديق استثمارية في هذا المجال، فضلا عن الإجراءات التنظيمية وبرامج تمويل الابتكارات التكنولوجية المالية المتوافقة مع الشريعة.
وأفاد التقرير بأن جائحة “كورونا” سرعت من تطوير ابتكارات التكنولوجيا المالية الإسلامية نظرا لحالات الإغلاق التي تم فرضها، ما اضطر البنوك والمؤسسات المالية الى طرح الأدوات الرقمية بدلا من الخدمات التقليدية في الفروع، لافتا الى أنه من السابق لأوانه الحديث عن قواعد موحدة لصناعة التمويل الإسلامي، إلا أن الإمارات تقود جهودا كبيرة لتطوير إطار تنظيمي دولي يحكم الصناعة، كما اتخذت إندونيسيا وماليزيا وقطر والكويت خطوات مهمة لتبسيط المعاملات في هذا المجال.
ونوه الى أن مطابقة المعايير في صناعة التمويل الإسلامي قد تكون مفيدة في صناعة الصكوك وكان بإمكان العديد من الحكومات اللجوء الى الصكوك لتلبية احتياجاتها التمويلية، لكنها فضلت أسواق السندات التقليدية لسرعة طرحها والعمل بها ولأنها أكثر عملية.
قال “جلوبل فاينانس”: “إن الاستثمارات في الاقتصاد الإسلامي (بما فيها الأطعمة الحلال والأزياء الإسلامية والرعاية الصحية) تلقت ضربة كبيرة في 2020؛ حيث انخفضت بنسبة 13 % مقارنة بالعام 2019. كما انخفض إجمالي المبالغ المستثمرة للمؤسسات الإسلامية بأكثر من 50 % الى 4.9 مليار دولار هذا العام من 10.7 مليار دولار في 2019، وسجلت اندونيسيا والإمارات والكويت أكبر عدد من الصفقات الاستثمارية لتلك المؤسسات”.
وأضاف: “أن العام الماضي تضمن صفقتين بارزتين هما استحواذ بنك بانكوك التايلندي على حصة بـ89 % في بنك بيرماتا الاندونيسي بقيمة 2.16 مليار دولار، وشراء بنك دبي الإسلامي منافسه “نور” لإنشاء أحد أكبر البنوك الإسلامية في العالم بأصول تبلغ قيمتها 75 مليار دولار.
وشهد 2020 تأجيل بعض الصفقات الرئيسية الى 2021، أبرزها استحواذ بيت التمويل على “الأهلي المتحد” بقيمة 8.8 مليار دولار، واندماج الأهلي التجاري مع “سامبا” في السعودية بقيمة 15 مليار دولار.