بنوك عربية
يعزز الواقع الاقتصادي والمالي، وتداعيات الموجة الثالثة من كورونا، التوقعات بموجة إندماجات جديدة في البنوك الخليجية، التي تشير التصريحات إلى أنها في حال حصلت، فستكون لتعزيز قوة القطاع، وإن كان ذلك في حال صحته لا ينطوي إلا على نصف الحقيقة.
واعتبرت مجلة “ذا بانكر” العالمية فإن الموجة الأولى من الاندماج المصرفي داخل دول الخليج كانت مدفوعة إلى حد كبير بإعادة تنظيم الأصول في أعقاب انخفاض أسعار النفط، ونترقب الآن تأثير جائحة كورونا في دفع القطاع إلى جولة جديدة من إبرام صفقات الاندماج والاستحواذ.
وتؤكد على أن سلسلة الاندماجات وصلت إلى ذروتها خلال عام 2020، لاسيما في الإمارات والسعودية، ما أسفر عن خلق كيانات مصرفية أكثر قوة وقدرة على التوسع ومجابهة المخاطر.
وتوقعت،ستاندرد آند بوزر العالمية، أن الموجة الثانية من الصفقات سوف تلوح في الأفق مستقبلا عندما يظهر التأثير الكامل للجائحة على بيئة التشغيل داخل قطاع البنوك، وطبيعة التداعيات على مستوى الربحية وجودة الأصول.
وشهدت السنوات الخمس الماضية عدة صفقات ضخمة، كان أبرزها إنشاء بنك أبوظبي الأول في عام 2016، من خلال اندماج بنك أبوظبي الوطني والبنك الوطني الأول، هو الذي أطلق موجة الاندماج الأخيرة في جميع أنحاء المنطقة.
وتمثلت الصفقة الأخرى لعام 2020 في استكمال الشراكة الثلاثية بين بنك أبوظبي التجاري وبنك الاتحاد الوطني ومصرف الهلال، والتي تم الإعلان عنها لأول مرة في أوائل عام 2019.
كما أن قطاع الصيرفة الإسلامية في الإمارات شهد اندماجا بين دبي الإسلامي منافسه نور بنك في يناير/ كانون الأول 2020 ، لتأسيس بنك إسلامي بأكثر من 75 مليار دولار من الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
ووصلت عمليات الاندماج المصرفية الأخيرة في الشرق الأوسط إلى ذروة جديدة في عام 2020 ، مع الإعلان عن اتفاق بين البنك الأهلي التجاري السعودي ومجموعة سامبا المالية للاندماج، عبر استحواذ الأول على الأخيرة مقابل 55.7 مليار ريال سعودي (14.8 مليار دولار).
وتتوقع “ذا بانكر” أن يتم تنفيذ الصفقة في الربع الثاني من العام الحالي 2021، لخلق كيان جديد يسمى البنك الوطني السعودي، بأصول مجمعة تبلغ حوالي 837 مليار ريال سعودي مع حصة في السوق المحلية من القروض والودائع بحوالي 25% و 28% على التوالي، وفقا لتصنيفات فيتش.
وقال بنك أوف أمريكا في مذكرة بحثية في فبراير/ شباط 2021: “سيخلق الجمع بين البنك الأهلي التجاري وسامبا بطلا وطنيا بلا منازع للخدمات المصرفية في المملكة، ويمكن القول إنه الأكثر تميزا من الناحية التنافسية، مع إمكانية خلق قيمة كبيرة للمساهمين من خلال تآزر التكلفة والإيرادات “.
وتعد هذه الصفقة هي ثاني اندماج مصرفي في المملكة العربية السعودية في العقود الأخيرة ، بعد استحواذ البنك السعودي البريطاني (ساب) على البنك الأول ، والذي تم الانتهاء منه في عام 2019.
وفي سياق متصل، شهدت قطر اكتمال أول اندماج مصرفي لها على الإطلاق في عام 2019 ، مع اتحاد اثنين من أصغر المقرضين في البلاد ، وهما بنك بروة وبنك قطر الدولي.
ومن المقرر أن يشهد العام الجاري استحواذ مصرف الريان على بنك الخليج التجاري، بعد إعلان من قبل البنكين في يناير/ كانون الأول 2021.
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في مذكرة بحثية عقب الإعلان: “قد يؤدي المزيد من عمليات الاندماج بين البنوك القطرية إلى تآزر التكلفة وتخفيف الضغط على الربحية”.
ولكن فيتش ألمحت إلى أن عمليات الاندماج أيضا قد تزيد من مخاطر جودة أصول البنوك، نتيجة تقييمات الضمانات والتغيرات في سياسات تصنيف القروض وتكوين المخصصات مقابل الأصول المشتراة ذات القيمة الائتمانية المنخفضة.
وعلى صعيد الكويت والبحرين، لا تزال الرؤية بشأن استحواذ بيت التمويل الكويتي (بيتك) طويل الأمد على البنك الأهلي المتحد في البحرين غير واضحة، وذلك بعد إعلان المؤسستان تأجيل رسمي للإجراءات في خضم جائحة فيروس كورونا.
وفي حالة إتمام هذه الصفقة سيتم إنشاء عملاق إقليمي بأصول تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار.
في حين شهدت أوائل عام 2020 ، رفع بنك بوبيان الكويتي حصته في بنك BLME بالمملكة المتحدة إلى 100%، مقابل حوالي 158 مليون دولار.
كما أعلن بنك برقان ثالث أكبر بنك في الكويت من حيث الأصول، عن بيع حصته البالغة 51.8% في مصرف بغداد العراقي لشركة الخليج المتحدة القابضة البحرينية، دون الكشف عن قيمة الصفقة.
وفي البحرين، رفع بنك البحرين الوطني حصته في بنك البحرين الإسلامي من 29% إلى 78.8% في يناير 2020.
أما في سلطنة عمان، فقد أكمل بنك عمان العربي اندماجه مع بنك العز الإسلامي في يونيو/ حزيران 2020، مما أدى إلى إنشاء بنك بأكثر من 8 مليارات دولار من الأصول.