أخبار 🇱🇾

مجموعة الأزمات الدولية تحذر من انهيار النظام المصرفي الليبي

ذكر تقرير أصدرته مجموعة الأزمات الدولية في بروكسيل اليوم الإثنين أن الأزمة المصرفية المهملة في ليبيا قد وصلت إلى ذروتها في الوقت الذي تحاول فيه قوات من الشرق السيطرة على طرابلس، موضحا أن هذا الاقتتال سيعيق جهود إعادة توحيد النظام المصرفي المنقسم، واحتمالات حدوث انهيار مالي وحرب اقتصادية إلى جانب الحرب العسكرية.

وبحسب التقرير فإن هذه الأزمة نتيجة مباشرة لانقسام دام أربع سنوات بين المصرف المركزي في طرابلس والمركزي الموازي له في شرق البلاد في البيضاء، كما أوضح التقرير أن المصرف المركزي طرابلس قد قام بتجميد عمليات مصرفين تجاريين رئيسيين في المنطقة الشرقية لحماية أموال المودعين في هذه المصارف وذلك بسبب انخفاض احتياطياتها، الأمر الذي يمكن أن يزعزع استقرار الحكومة المؤقتة في المنطقة الشرقية وتوقف التمويل للقوات العسكرية هناك، وهذا من شأنه أن يعمق الفجوة السياسية بين السلطات المتنافسة في الشرق والغرب وينتج عنه تراجع اقتصادي شديد في جميع أنحاء البلاد.

وحضت المجموعة بالإضافة إلى وقف إطلاق النار، كل الأطراف المتحاربة في ليبيا، إلى التوصل على الأقل إلى اتفاق بشأن توحيد العمليات المصرفية التجارية في الشرق، والعمل على إعادة توحيد المصرف المركزي، مؤكدة ضرورة أن يقدم الشركاء الأجانب في ليبيا المشورة للخبراء، وتحديد أولويات حل الأزمة المالية في المفاوضات.

وخلص التقرير أنه لتجنب مثل هذه الأزمة يجب اجراء تسوية بين المصرف المركزي في طرابلس ومصرف المركزي في البيضاء والذي يعمل بشكل مستقل منذ عام 2014، حول كيفية تسوية المعاملات المصرفية التجارية، مشددا على دور شركاء ليبيا الدوليين من أجل تحقيق هذا الهدف.

كما أوضح التقرير أنه وعلى خلفية القتال الدائر على تخوم طرابلس تبدي السلطات في طرابلس القليل من الاستجابة للأزمة المصرفية الوشيكة، على الرغم من امتلاكهم ميزة الوصول الحصري إلى أموال الدولة المتراكمة من مبيعات النفط، وقد تميل بحسب التقرير سلطات طرابلس إلى ترك الأزمة المصرفية في ذروتها، أو حتى اتخاذ تدابير إضافية مثل وقف مدفوعات الرواتب لموظفي الخدمة المدنية الموجودين في شرق البلاد والموجودين حاليا في كشوف مرتبات طرابلس، من أجل وقف تدفقات التمويل إلى الشرق لعرقلة استمرار القتال.

وتعد مجموعة الأزمات والتي أسست في العام 2015 إحدى المنظمات المستقلة لتحقيق السلام في مناطق النزاع في العالم، وسبق لها وأن قدمت مشوراتها في مناطق من بينها البوسنة ورواندا والصومال، عن طريق تبادل المعلومات والخبرات لإرساء السلام وحل الأزمات.