بنوك عربية
خلص تقرير بنك عوده – لبنان الأسبوعي إلى أن خطة الخفض التدريجي لسعر صرف الدولار الأمريكي وعمليات ضخ الدولارات من قبل مصرف لبنان في السوق المرخصة للصيرفة لم تفلح في كبح انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية في السوق السوداء هذا الأسبوع في حين واصلت الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان مسلكها الإنحداري، فيما شهدت سوق سندات الأوروبوند بيوعات محلية وتقلصات أسبوعية في الأسعار.
وفيما النقاشات مع صندوق النقد الدولي مستمرة حيث يجرى التشديد على حاجة لبنان للتوصل إلى فهم مشترك لمصدر الخسائر المالية وحجمها وتطبيق إصلاحات شاملة ومنصفة، فحسب بنك عوده لم يسهم تدخل مصرف لبنان في سوق الصيرفة سوى هامشيا في تأمين بعض الحاجات الملحة للعملة الصعبة لكنه لم يفلح في لجم سعر صرف الدولار في السوق السوداء والذي واصل صعوده خلال الأسبوع ليقفل على 5150 ليرة أمس الجمعة 19 يونيو في ظل شح الدولار الأمريكي النقدي وازدياد النقد المتداول بنسبة 81 قي المائة منذ بداية العام.
وفي موازاة ذلك، ظلت الموجودات الخارجية لدى مصرف لبنان تتبع منحى تراجعيا لتبلغ 33.1 مليار دولار في منتصف يونيو الجاري، بما فيها محفظة سندات الأوروبوند والقروض للمصارف المحلية بالعملات، مراكمة تقلصات بقيمة 4.2 مليار دولار أمريكي منذ نهاية العام السابق.
وعلى صعيد سوق سندات الأوروبوند، سجلت بيوعات من قبل المتعاملين المحليين للأوراق المتوسطة إلى الطويلة الأجل، ما انعكس تقلصات أسبوعية في الأسعار وصلت إلى 2.25 دولار كحد أقصى.
أما في سوق النقد، وبالرجوع إلى التقرير، ظل معدل الفائدة مستقر طيلة الأسبوع.
سوق النقد
وحسب التقرير الأسبوعي بقي معدل الفائدة من يوم إلى يوم مستقر عند 3 في المائة طوال هذا الأسبوع في ظل استمرار توافر السيولة بالليرة اللبنانية في سوق النقد. وفي موازاة ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 04 يونيو الحالي أن الودائع المصرفية المقيمة واصلت تقلصها بقيمة 334 مليار ليرة.
وأكد بنك عوده أن هذا التقلص يعزى، إلى انخفاض الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 484 مليار ليرة وسط تراجع في الودائع الادخارية بالليرة اللبنانية بقيمة 405 مليار ليرة وتقلّص في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 79 مليار ليرة.
ووفقا للتقرير، ظلت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية تسجل ارتفاعا بقيمته 150 مليار ليرة، أي ما يعادل 100 مليون دولار أمريكي. عليه، سجلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) اتساعا أسبوعيا بقيمة 294 مليار ليرة وسط قفزة في حجم النقد المتداول بالليرة بقيمة 618 مليار ليرة وزيادة طفيفة في سندات الخزينة المكتتبة من قبل القطاع غير المصرفي بقيمة 10 مليار ليرة.
و في هذا السياق، أشار بنك عوده إلى أن حجم النقد المتداول بالليرة سجل اتساعا لافتا منذ بداية العام الراهن بنسبة 81 في المائة، بينما تقلصت الودائع المقيمة الادخارية بالليرة بنسبة 29 في المائة وسجلت الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية تراجعا طفيفا نسبته 2 في المائة.
كما مّكن مصرف لبنان للمصارف اللبنانية من الاكتتاب بكامل طروحاتها في الثلاث فئات.
سوق سندات الخزينة
أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ الخميس 18 يونيو، أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الستة أشهر (بمردود 4.0 في المائة) ففئة الثلاث سنوات (بمردود 5.50 في المائة) وفئة السبع سنوات (بمردود 6.50 في المائة)، وفقا للتقرير الأسبوعي.
وبالرجوع إلى التقرير أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ الخميس 11 يونيو، اكتتابات بقيمة 86 مليار ليرة توزعت بين 6 مليار ليرة في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50 في المائة) و39 مليار ليرة في فئة السنة (بمردود 4.50 في المائة) و41 مليار ليرة في فئة الخمس سنوات (بمردود 6.0 في المائة).
وفي المقابل، ظهرت استحقاقات بقيمة 116 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي بقيمة 30 مليار ليرة لبنانية.
وحسب التقرير لم تحّد خطة مصرف لبنان والمتمثلة في الخفض التدريجي لسعر صرف الدولار الأمريكي في ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
سوق العُملات
أكد بنك عوده أن خطة الخفض التدريجي لسعر صرف الدولار وعمليات ضخ الدولار الأمريكي من قبل مصرف لبنان في سوق الصيرفة لم تسهم في لجم سعر صرف الدولار في السوق السوداء وكبج تحركاته، إذ سلك سعر الصرف مسلكا تصاعديا منذ بداية الأسبوع ليقفل على 5000-5150 ليرة للدولار الواحد أمس الجمعة 19 يونيو.
وفي موازاة ذلك، حدّدت نقابة الصرافين سعر صرف الدولار عند 3850 ليرة لبنانية للشراء كحد أدنى و3900 ليرة لبنانية للمبيع كحد أقصى بهامش متحرك طيلة هذا الأسبوع مقابل 3860 ليرة لبنانية- 3910 ليرة لبنانية في الأسبوع السابق.
وأوضح التقرير تراجع سعر صرف الدولار للتحاويل النقدية الإلكترونية الواردة من خارج لبنان من 3840 ليرة لبنانية للدولار الواحد في الأسبوع السابق إلى 3800 ليرة لبنانية للدولار الواحد هذا الأسبوع.
كما أظهرت ميزانية مصرف لبنان نصف الشهرية الأخيرة المنتهية يوم الاثنين 15 يونيو، أن الموجودات الخارجية لدى المركزي واصلت تقلصها بقيمة 414 مليون دولار خلال النصف الأول من الشهر لتبلغ زهاء 33.1 مليار دولار في منتصف حزيران. وحسب عوده فإنه وإذا استثنينا محفظة مصرف لبنان لسندات الأوروبوند المقدرة قيمتها بنحو 5 مليار دولار، تتراجع هذه الموجودات إلى 28.1 مليار دولار في منتصف يونيو.
وحسب التقرير شهدت سندات الأوروبوند، بيوعات من قبل المتعاملين المحليين للأوراق المتوسطة إلى الطويلة الأجل في هذا الأسبوع.
سندات الأوروبوند
وفيما المباحثات مع صندوق النقد الدولي مستمرة وبينما يطالب صندوق النقد الدولي لبنان بتطبيق إصلاحات شاملة ومنصفة في مجالات عديدة مع التشديد على الحاجة للتوصل إلى فهم مشترك لمصدر وحجم الخسائر المالية، اقتصر النشاط في سوق سندات الأوروبوند اللبنانية هذا الأسبوع على بعض التعاملات المحلية ولا سيما على الأوراق التي تستحق بين العام 2024 و2037، في حين سجل إقبال خافت من قبل المتعاملين المؤسساتيين الأجانب.
وفي هذا السياق، بيّن بنك عوده في تقريره الأسبوعي أن سندات الدين اللبنانية قد سجّلت تقلصات أسبوعية في الأسعار على طول منحنى المردود تراوحت بين 1.0 دولار و2.25 دولار. عليه، تراوحت أسعار سندات الأوروبوند بين 16.63 سنتا للدولار الواحد و20.0 سنتا للدولار الواحد.