بنوك عربية
أكد المشاركون في المؤتمر الاقتصادي الإفريقي للعام الجاري أن العملة المشفرة المشتركة وسوق رأس المال المتكامل يمكن أن تعزز التجارة في إفريقيا وتحافظ على النمو بعد أزمة جائحة كوفيد-19.
كما أعلن المشاركون على هامش مناقشة حول إصلاح النظام المالي في إفريقيا أن القارة تحتاج أولا إلى تنسيق القواعد والبروتوكولات الوطنية التي تحكم الأنظمة المالية للدول الفردية لجعل الإصلاحات قابلة للتطبيق.
وبهذه المناسبة، رجح أنور حسون، أستاذ المالية والرئيس التنفيذي لوكالة تصنيف غرب إفريقيا، أن العملة المشفرة المشتركة ستخفف من تكلفة ممارسة الأعمال التجارية وتعطي القارة هوية، قائلا “نحن بحاجة إلى ابتكار عملة مشفرة تكون مقبولة لكل دولة عضو، ومن الأفضل القيام بذلك على المستوى القاري، ولدينا الخبرة للقيام بذلك.
كما أوضح حسون أن هذه مسألة حوكمة وليست مسألة تقنية موضحا أن العملة المشفرة المقترحة يمكن أن تكون بمثابة بديل لتسييل بعض ثروات القارة، مثل الذهب والسلع الأخرى.
وبين أوغسطين أوجونوا، الخبير الاقتصادي في المعهد النقدي لغرب إفريقيا أن سوق رأس المال المتكامل الذي يعمل بشكل جيد أمر بالغ الأهمية في زيادة الديون لتمويل احتياجات التنمية في إفريقيا .. مفيدا أنه في الوقت الحالي، أسواقنا صغيرة، وبلداننا صغيرة ونحن بحاجة إلى اعتماد نهج إقليمي نحو تكامل الأسواق، ولكن قبل أن نصل إلى هناك، يجب علينا مواءمة قوانيننا ولوائحنا وبروتوكولاتنا التي تحكم التكنولوجيا المالية والأنظمة الرقمية لدينا.
وأشار أوجونوا إلى أن تمويل البنك المركزي أصبح أمرا بالغ الأهمية، خاصة في أعقاب أزمة كوفيد -19 ويجب على البنوك المركزية أن تتجاوز دورها في استقرار الأسعار وأن تنتهج سياسة نقدية تركز على النمو ويجب أن يبدأوا في التفكير في طرق مبتكرة لتوفير التمويل لقطاعات الاقتصاد الحيوية .
وبحثت الجلسة التي أدارتها ماري لوري أكين أولوغباد، المديرة العام لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية لغرب إفريقيا، دور البنوك المركزية في تمويل تنمية إفريقيا والتمويل الإسلامي.
كما شدد Emmanuelle Riedel Drouin، رئيس قسم التحول الاقتصادي والمالي في الوكالة الفرنسية للتنمية، فكرة العملة المشفرة لعموم إفريقيا، لكنه قال إن هناك بعض الشروط المسبقة، مبينا أنه “يجب ألا ننسى أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به على البنية التحتية الرقمية، وتطوير أنظمة الدفع، والتشغيل البيني لنظام الدفع يحتاج حقا إلى العمل عليه، لذلك هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به بالتعاون مع المؤسسات المالية على رقمنة قنوات التسليم والدفع.
ولفت إلى أنه بينما تلعب البنوك المركزية دورا حاسما، فمن الضروري للاقتصادات تنويع مصادر التمويل لتقليل الاعتماد عليها مشيرا المتحدثون إلى أن وجود مجموعات إقليمية مختلفة وبروتوكولاتها المختلفة، بما في ذلك المدفوعات عبر الحدود، تحتاج إلى معالجة لتسهيل تنفيذ سوق رأس المال المتكامل، وقالوا إن التجربة أظهرت أن بعض الدول تحجم عن السماح للبروتوكولات الأخرى بالتفاعل مع أنظمتها.
علما وأنه المؤتمر الاقتصادي الإفريقي لعام 2021 يُعقد بشكل هجين ، حيث يجتمع المندوبون الرئيسيون في جزيرة كابو فيردي في سال، وكذلك تقريبا فهو يجمع بين مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، بما في ذلك صناع السياسات ومؤسسات التنمية والقطاع الخاص والباحثون، لبحث طرق النمو المستدام لمصادر تمويل التنمية في القارة ينظم مؤتمر مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واللجنة الاقتصادية لإفريقيا.