بنوك عربية
كشفت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية أن الاندماج بين البنوك الخليجية قد يكتسب زخما، إذ أدى انخفاض أسعار النفط إلى زيادة الضغوط التنافسية في المنطقة.
وكشفت الوكالة أن استمرار انخفاض أسعار النقط، وضعف الطلب العالمي، قد يؤدي إلى الضغط على البيئة التشغيلية للبنوك في دول مجلس التعاون الخليجي، بما يضعف ربحيتها ويحفز عمليات الدمج والاستحواذ، التي تسعى لتنويع وزيادة إيراداتها.
ولفتت إلى أن البنوك الصغيرة قد تصبح أهدافا بسبب ضعف امتيازاتها، وزيادة تكاليف التمويل، مبينة أن أسواق الخدمات المصرفية في دول الخليج تتميز بكثرة عدد البنوك مقارنة بحجم السكان، إذ يعمل أكثر من 150 بنكا في المنطقة، بما في ذلك 75 بنكا تجاريا محليا.
وبينت “فيتش” أن البحرين تعد السوق الأكثر احتمالاً للاندماج، نظرا لكثرة البنوك فيها، وتراجع ربحية القطاع المصرفي وآفاق النمو المحدودة، ورغم أن السلطات البحرينية تبدو داعمة للاندماج، إلا أن عدداً قليلاً من البنوك لديها مساهمون مشترون مما قد يعيق الصفقات.
كما تعنى سلطنة عمان والكويت من زيادة أعداد البنوك مع تواضع ربحية القطاع المصرفي، ورغم ذلك قد تخف ضغوط الاندماج في الكويت إذا أدت الإصلاحات الاقتصادية إلى نمو أقوى وآفاق ربحية أفضل، وقد يتوسع القطاع المصرفي في عمان نظرا لانخفاض نسبة أصول القطاع المصرفي إلى الناتج المحلي الإجمالي نسبيا.
يشار إلى أن بنكي وربة والخليج المدرجين في بورصة الكويت قد أعلنا الأسبوع الحالي موافقة مجلس إدارتهما على دراسة مشروع اندماج بينهما، وقد تم إخطار بنك الكويت المركزي.
وفي الإمارات فقد تحتاج وفق الوكالة بعض البنوك الأصغر حجما ذات الامتيازات والإيرادات الأضعف إلى عمليات اندماج استراتيجية للحفاظ على عملياتها، خاصة إذا تعرضت الربحية لضغوطات لفترة طويلة، ولكن قد تحد آفاق النمو القوية من هذه الحاجة على المدى القصير.
ومن المرجح أن يكون الاندماج أقل انتشارا في قطر والمملكة العربية السعودية، خاصة أن الأخيرة تعتبر السوق الخليجية الوحيدة في دول مجلس التعاون الخليجي التي لا تبدو متضخمة في القطاع المصرفي نظراً لعدد سكانها الأكبر بكثير، وآفاق النمو القوية.
وتوقعت “فيتش” أن تكون الخدمات المصرفية الرقمية والداخلين الرقميين الجدد محركا متزايد الأهمية للاندماج في المنطقة، حيث تسعى البنوك إلى إقامة شراكات تكنولوجية لتحسين القدرة التنافسية، ومن المرجح أن يؤثر التوسع في الخدمات المصرفية على استراتيجيات الاندماج والاستحواذ.