بنوك عربية
كشف نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك “إتش إس بي سي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا مارتن تريكو” عن أن الخبراء الاقتصاديين لدى البنك، يتوقعون انكماش الناتج المحلي الإجمالي في المملكة العربية السعودية، بنسبة 6% خلال العام الجاري 2020، مقابل انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 4.1% ، متابعا، “إننا على ثقة بأن السعودية ستعود إلى الانتعاش، وذلك بفضل المكانة القوية لثروتها السيادية والتزامها المستمر ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، المتمثل برؤية 2030 الطموحة” على حد قوله.
واعتبر تريكو خلال لقاءه مع الصحفيين اليوم الثلاثاء، أن السعودية هي موطن لواحد من أكثر برامج التحول الاقتصادي طموحاً في العالم، مشيراً إلى أن هذه هي الآفاق المستقبلية التي يركز عليها المستثمرون بشكل أكبر على المدى الطويل.
وأوضح، بأن جائحة (كوفيد 19) شكلت صدمة قوية للاقتصاد العالمي والمملكة العربية السعودية، في الوقت نفسه الذي كانت تتعامل فيه المملكة مع الضغوط المتمثلة بتراجع أسعار النفط، لافتا إلى أنه، على الرغم من التوقعات بانكماش الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، بنسبة 6 % في عام 2020، مقابل انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 4.1%، غير أنها (السعودية) ستعود إلى الانتعاش، وذلك بفضل المكانة القوية لثروتها السيادية والتزامها المستمر ببرنامج الإصلاح الاقتصادي، المتمثل برؤية 2030 الطموحة على حد تعبيره.
واشار تريكو إلى ما وصفه بالسياسيات القوية للمملكة في التعامل مع التحديات الذي واجهها الاقتصاد السعودي هذا العام بسبب جائحة (كوفيد 19)، وخصوصاً زيادة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 10% في يوليو (تموز)، لتصبح بإجمالي 15%، ما يوضح مدى تصميم الحكومة السعودية على إعادة التوازن إلى الميزانية الحكومية على المدى الطويل.
.
وبرأي تريكو فإن استعداد السعودية لاستضافة قمة مجموعة الدول العشرين الشهر المقبل، يشكل فرصة ليس فقط لوضع برنامج لحماية الأرواح واستعادة النمو، بل أيضاً لإظهار مدى نجاح برامجها الإصلاحية الاقتصادية والاجتماعية، مبينا أن إعادة هيكلة محفظة الشركات في المملكة مستمر بوتيرة متسارعة، لافتا إلى أن أهمها
استحواذ شركة (أرامكو السعودية) على نسبة 70% من حصة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) من صندوق الاستثمارات العامة بقيمة 69.2 مليار دولار، والذي لعب خلاله بنك (إتش إس بي سي السعودية) دور الوسيط ، فضلا عن إصدار السعودية أول قرض أخضر في الشرق الأوسط مدعوماً من وكالة ائتمان الصادرات، لتمويل شراء أسطول حافلات الركاب من ألمانيا، والتي ستشكل جزءاً أساسياً من نظام النقل العام المتكامل الجديد في الرياض، على سبيل المثال، مؤكدا على أن تلك العمليات من شأنها أن تلعب دوراً كبيراً في تشكيل مستقبل جديد للمملكة ونموذج اقتصاديا أكثر تنوعاً واستدامة لدعمها.
التوقعات المستقبلية
وحول التوقعات المستقبلية الاقتصادية للمنطقة، قال تريكو، تبدو مرنة على المدى البعيد، مشيراً إلى أن الإمكانات التي تتميز بها اقتصاديات المنطقة واضحة بشكل متساوٍ، ولا سيما عند النظر إلى مدى إقبال المستثمرين على المنطقة بشكل متزايد من خلال استثمارات طويلة الأمد.
وأوضح تريكو أن على المدى القريب، تبدو التحديات المزدوجة المتمثلة بجائحة “كوفيد 19” وانخفاض مستوى أسعار النفط واضحة جداً، في الوقت الذي يتوقع الخبراء الاقتصاديون في «إتش إس بي سي» أن اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي سوف تنكمش في المتوسط بنسبة 5.6 في المائة على أساس سنوي في عام 2020.
وأضاف أن التوقعات المستقبلية تشير إلى نمو هذه الاقتصادات بنسبة 3.9 في المائة على أساس سنوي في عام 2021. ما سيجعله أقوى أداء لها منذ العام 2015، وبالتالي تؤكد هذه التوقعات على الإمكانات القوية الكامنة التي تتمتع بها منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف، تظهر قوة الإمكانات الكامنة لاقتصادات المنطقة بوضوح من منظور المستثمرين، إذ يتم شراء السندات بأحجام قياسية، وتجاوز حجم الاكتتاب على الأسهم والسندات وغيرها الأضعاف، إضافة إلى تنافسية الأسعار، واتساع نطاق آجال الاستحقاق، ما يعزز مستوى ثقة المستثمرين بهذه الأسس القوية والكامنة على المدى الطويل في المنطقة.
الصكوك والسندات
أكد نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك “إتش إس بي سي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا” أنه وفقاً لقوائم الإدراج الرسمية للأسواق المالية لجهات إصدار السندات والصكوك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد وصلت الأرقام إلى أعلى مستوى لها في النصف الأول من العام، حيث بلغت 69.5 مليار دولار بين شهري يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) 2020، أي بزيادة قدرها 26 %عن نفس الفترة من عام 2019.
ولفت تريكو، إلى أن نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ تظهر إقبال المستثمرين على هذا النوع من الأنشطة، بدافع القيمة التي يرونها في المنطقة والتنويع الاقتصادي، ورؤى التحول الاقتصادي القائمة التي ستدعم فرص أعمال جديدة على مدى العقود المقبلة.
واعتبر تريكو، بأن قوائم الإدراج الرسمية للأسواق المالية دليل حي وواضح؛ حيث وصلت قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ المسجلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال النصف الأول من عام 2020 إلى 50.7 مليار دولار، وهو ثالث أعلى إجمالي نصف أول سنوي على الإطلاق بعد 112.7 مليار دولار في عام 2019 و58.5 مليار دولار في عام 2007. وما كان ذلك ممكناً لو لم يؤمن المستثمرون بإمكانات المنطقة على المدى الطويل.
استراتيجية البنك
وعن استراتيجية بنك “إتش إس بي سي” في المنطقة، قال تريكو إن الآفاق المستقبلية للمنطقة تبدو مشجعة للغاية، مشيرا إلى أن البنك يمتلك انتشارا واسعا في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، ما يعكس مدى وحجم رؤيته للآفاق المستقبلية، خصوصا مع قدرته على ربط العملاء بالفرص المتاحة من تسعة أسواق مختلفة، بلغ إجمالي الناتج المحلي فيها نحو 2.9 تريليون دولار العام الماضي 2019.
ويتوقع الخبراء الاقتصاديون لدى بنك «إتش إس بي سي» أن النمو الاقتصادي سيعود إلى الانتعاش في عام 2021، وبالنسبة لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، فإن الخبراء الاقتصاديين يتوقعون نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9 في المائة على أساس سنوي في عام 2021، والذي سيكون أقوى معدل نمو سنوي منذ العام 2015.
ويعتبر حجم إصدار السندات على المستوى الإقليمي في أسواق رأس المال للسندات في طريقه للارتفاع ليصل إلى 100 مليار دولار، وقد تكون هذه المرة الثالثة فقط في التاريخ يتم فيها تسجيل هذا الرقم. كما تشير وتيرة عمليات الإصدار الحالية إلى أن عام 2020 سيكون أيضا عاماً قياسياً.
كما يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يكون نشاط عمليات الاندماج والاستحواذ قياسياً لهذا العام أيضاً، مدفوعاً بعودة الاستثمارات إلى المنطقة.