بنوك عربية
سحب مصرف ليبيا المركزي عددًا من الإصدارات النقدية من التداول، في خطوة تهدف إلى تقليص حجم السيولة المتداولة خارج القطاع المصرفي وتعزيز السيطرة على الكتلة النقدية، بما يسهم في إستقرار السوق النقدي.
وذكر المصرف، في بيان رسمي أن القرار يشمل سحب الإصدارين الأول والثاني من فئة العشرين ديناراً ليبياً، إلى جانب الإصدارات السادس والسابع، والسابع المعدّل من فئة الخمسة دنانير، إضافة إلى الإصدارات السادس والسابع والأول من فئة الدينار الواحد.
ولفت بيان مصرف ليبيا المركزي إلى أن مجلس إدارته اتخذ هذا القرار عقب إجتماع خاص خُصص لمراجعة مستويات السيولة والطلب النقدي في البلاد، في ظل استمرار التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني.
وحدد المصرف تاريخ 30 سبتمبر/ أيلول المقبل كآخر موعد لقبول الأوراق النقدية المشمولة بقرار السحب من قبل المصارف التجارية وفروعها، داعياً المواطنين إلى إيداع هذه الفئات في حساباتهم المصرفية قبل انقضاء المهلة “حفاظاً على حقوقهم المالية وتجنباً لأي أضرار قد تترتب على التأخير”.
وفي السياق ذاته، جدّد مصرف ليبيا المركزي تأكيده أن التعامل بفئة الخمسين ديناراً من الإصدارين الأول والثاني قد انتهى تماماً اعتباراً من 30 إبريل/ نيسان الماضي، مشدداً على أن هذه الفئة “لن تُعاد للتداول تحت أي ظرف كان”. كذلك حذّر المصرف من الانسياق وراء الشائعات أو الأخبار المضللة التي تروج لإمكانية إعادة تداول هذه الفئة، مؤكداً أن مثل هذه المعلومات “لا أساس لها من الصحة”.
معنى تقليص مصرف ليبيا المركزي عرض النقود
وفي هذا الصدد، إعتبر المحلل المصرفي معتز هويدي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن هذه الخطوة تمثل استكمالاً للإجراءات السابقة، وعلى رأسها سحب فئة الخمسين ديناراً، في إطار سياسة تستهدف تقليص عرض النقود الذي تجاوز المعدلات الطبيعية بأكثر من ثمانية أضعاف، على حد تعبيره.
وكشف أن حجم الإصدار المتداول من فئة العشرين ديناراً، المطبوعة في طرابلس وبنغازي، يقدّر بنحو 13.3 مليار دينار، في حين تبلغ قيمة الإصدارات السادس والسابع من فئة الخمسة دنانير نحو 4.5 مليارات دينار. ورأى أن قرار السحب سيُسهم بوضوح في تقليص حجم السيولة النقدية في السوق.
من جهته، وصف المحلل المالي عبد الناصر الميلودي الإجراء بـ”الخطوة الجريئة”، معتبراً أن “آخر علاج للكتلة النقدية خارج النظام المصرفي هو الكي”، في إشارة إلى أن السيطرة على المعروض النقدي باتت ضرورة اقتصادية قصوى.
وأضاف أن سحب فئتي العشرين والخمسة دنانير يمثّل “خطوة كبيرة نحو كبح تداول الكاش وتحجيم الطلب المتزايد على الدولار في السوق السوداء”.